العدد 1841 - الخميس 20 سبتمبر 2007م الموافق 08 رمضان 1428هـ

حفلة تكريم الجلادين المتفوقين!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هذه آخرتها مع بعض «نواب الشعب»؟ المطالبة بتكريم جلادي الشعب! خوش حجي! شهامة ومنتهى الإنسانية والكرامة الوطنية! قمة الوفاء لـ «أهل الوفاء»!

بعض الجمعيات والصناديق الخيرية شاركوا في تكريم الطلبة والطالبات علشان يشجعونهم على الدراسة واستمرار التفوّق، بعض النواب والبلديين سوّوا دورات رياضية لتشجيع الرياضيين، (أوكي)، بس تكرّم جلاّدين على ويش؟ على تعذيب الأوادم وسلخ جلودهم وتعليقهم في مروحة السقف!

الوزارات بعد تكرّم موظّفيها وتقدم لهم الجوائز والحوافز علشان يلتزمون أكثر بالوقت وخدمة الناس، أما أن تكرّم جلاد فشيء يضحّك! علشان اللي سواه في أولاد الناس طول أربعين سنة، من قلع الأظافر وضرب المواطنين البحرينيين بالهوز وإصدار الأحكام الطويلة بالسجن! واحد تتبرأ منه بلاده، وتخجل إذا ناقشوا موضوعه في منظمات حقوق الإنسان، تجي حضرتك تطالب بتكريمه! صدق «بدعة» ما شفنا مثلها وما راح نشوف! لا ومن نائب يدعو لتشكيل لجان للأمر بالمعروف ومحاربة المنكر...!

أربعين سنة ما شبع من تعذيب البحرينيين، حتى قالت عنه صحافة بلاده بأنه «مهندس كل عمليات القتل والقمع والتعذيب وانتهاكات حقوق الانسان في البحرين»... وآخرتها تكريم، وشهادة «رد اعتبار»!

بس إذا كان من صجّه، خله يفكّر من الحين وين بيسوي التكريم، في صالة أو فندق «فايف ستارز»؟ وهل هناك راع للحفل؟ أم أنه سيدفع التكاليف من جيبه تبرعا وطمعا للثواب والأجر؟ وويش الهدية اللي بيقدمها لصاحبه؟ ترى فيه اقتراحات وايد، تذكرة سفر إلى جزر سيشل، أو سيارة شبح آخر موديل، ترى الهدية تعكس المعزّة اللي في القلب، والغالي هديته غالية، شفت ويش سوّى عنتر لعبلة، جاب ليها لبن النوق العصافير، فلا تقصّر مع الصاحب الحبيب!

صادوه!

بس شفتون ويش قال جاسم المهزع (أمين عام جمعية الوسط العربي الإسلامي): «هندرسون لا يستحق أي تقدير من أي نوع، وتلك حقبة نتمنى طيها ونسيانها لما فيها من مآس، فهو يمثل حقبة سوداء مظلمة غلب عليها العنف والتجاوزات وإسقاط كل الحقوق السياسية وإزهاقا للأرواح في السجون والمعتقلات والحمد لله انتهت من غير رجعة»! لكن صاحبنا يتمنى من كل قلبه، ويدعو في صلاته، لو تعود علشان يواصل سلخ جلود الأوادم، وشحن السجون بالأبرياء! أما عبدالنبي العكري فقال إن هذا الموقف مو غريب عليه، فهو يعتبر كل من أساءوا إلى المعارضة أبطالا... وزين انه ما طالب إلى الحين بمحاكمة الشهداء والمعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب»! وبدل ما يكون عون صار هالنائب فرعون، ومحامي عن الجلاد العجوز، الذي استخف بحقوق الإنسان وشوّه تاريخ البلد السياسي، وعارض حتى عودة البرلمان اللي صار فيه حضرته عضو «فعّال»! ولأن شر البلية ما يضحك، فإن الشيخ المحفوظ (أمين عام «أمل») لم يستغرب أن يخرج الليلة أو ليلة بكرة من يطالب بتكريم هتلر أو شارون، أما النائب فيروز فخشي أن يحشر يوم القيامة «مع هندرسون الذي يدعو لتكريمه وتكريم أمثاله»، وتمنى أن لا يرى من يدافع عن المجرمين وإلاّ سيشترك معه قلبيا في أعماله، لأن الأعمال بالنيات!

هذه آخرتها... بدل ما يسوّي شيء ينفع الناس، يطالب بحفلة لتكريم من عذّب الناس!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1841 - الخميس 20 سبتمبر 2007م الموافق 08 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً