حسنا فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت حينما أماط اللثام عن نواياه الحقيقية بشأن الهدف من عقد مؤتمر السلام في الشرق الأوسط، وقال انه يرمي إلى إصدار مجرد بيان مشترك غير ملزم وليس إعلان مبادئ بين الفلسطينيين والإسرائيليين! لقد أضاعت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس وقتا طويلا في الركض وراء السراب وقبولها بلقاءات ثنائية عدة بين عباس وأولمرت، أحيانا تعقد في القدس المحتلة وأحيانا أخرى في أريحا وفي مرات أخرى بمساعدة المصريين في شرم الشيخ. كل هذه القمم الماضية في الواقع ترمي إلى جعل السلطة مجرد وكيل أمني لـ«إسرائيل» في الأراضي المحتلة وليس اعتبارها شريكا حقيقيا يمكن أن تصل معه الدولة العبرية إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
إن تصريحات أولمرت بشأن المؤتمر وضعت العرب الحيارى أمام الأمر الواقع فقد كانوا طوال الأسابيع الماضية يشككون في جدوى الاجتماع. ولذلك كان رد فعل دول مجلس التعاون الخليجي على لسان الأمين العام عبدالرحمن العطية تعبيرا صادقا عن أن «المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين» عندما قال إن الخليجيين لا يريدون مؤتمرا الغرض منه مساعدة الأميركيين في الخروج من المأزق العراقي. فواشنطن تريد أن تضرب عصفورين بحجر، بحصولها على تطبيع مع «إسرائيل» وتهدئة في العراق وذلك جراء التأثير القوي للقضية الفلسطينية في نزاعات المنطقة. الآن تبين الرشد من الغي، فمن يريد أن يشارك في مؤتمر الخريف فإنه يسعى إلى السير في زفة لا فائدة منها ومن أراد أن يقاطعه فإنه سيقاطعه على بينة.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1841 - الخميس 20 سبتمبر 2007م الموافق 08 رمضان 1428هـ