إذا كان من باب الحرص على المجتمع، والدفاع عن الدين وصيانة الشريعة السماوية والحفاظ على وحدة الأمة العمل على إلقاء القنابل وزجاجات (المولوتوف ذات الطراز الجديد) في المساجد ودور العبادة وفي المنتديات وفي كل مكان، وعلى رأس كل من هب ودب، فذلك من عجيب صنع الشيطان في عقول ونفوس بعض مثيري الفتن في بلادنا.
والأعجب أنهم كثر، ونحن نقللهم! وهم أقوياء ونحن نضعفهم، وهم أذكياء ونحن ندعي غباءهم! وبالتأكيد، هم يمتلكون المال والقوة، ونحن نسخر منهم!
وليس للعجب أو الاستغراب من كلامي طريق!
إن الحديث عن زجاجات حارقة جديدة، لم يأت من قبيل إشاعة حال من التشاؤم، أو المبالغة، فالحقيقة التي نعرفها ونعمل على طمسها أو ندعي الجهل بها، هي نشأة صنف جديد من البشر في المجتمع، أعطى ذلك الصنف لنفسه الحق في توزيع صكوك غفران على خلق الله، وذهب إلى أبعد من ذلك لتحديد الصح من الخطأ في العبادات والمعاملات، بل ولم يشبع حتى يومنا هذا من تصنيف الولاءات ومستوى المواطنة لدى كل مواطن.
لكن، كيف ولدت هذه الفئة ومن أين جاءت؟! هل هي صنف أصيل من تراب البحرين أم دخيل؟ والمصيبة، أن تلك الفئة مزيج بين أصيل ودخيل، وإن كانت النتيجة هي فرع هجين من الناس، إلا أن خطورة تلك الفئة تتضاعف يوما بعد يوم... فهي لا تقتصر على طائفة دون أخرى، وعلى ملة من الملل دون سواها، ولا على منطقة من المناطق دون غيرها.
ويبدو أن رغبة هذا الفريق في نشر التعاسة في عقول الشباب والناشئة لها ما ينميها أيضا!
ولعلهم كانوا من الذكاء بحيث يستخدمون الصبية والشباب لزجهم في (ميادين الشهادة)، فيوزعون الكتيبات الطائفية تارة، ويجهزون للتلفظ على خطباء الجمعة وعلى خطباء المنبر تارة أخرى، وغدا، سيعلم أولئك الذين أعدوهم وأمدوهم بالمال والعتاد واللسان السليط والتعامل الصلف في المجتمع، إنما هم أطعموا وحشا صغيرا بدأ يكبر شيئا فشيئا... لتنفتح شهيته الوحشية بلا رحمة.
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1840 - الأربعاء 19 سبتمبر 2007م الموافق 07 رمضان 1428هـ