تطرقنا كثيرا إلى أسباب ضعف مستوى دوري كرة القدم المحلي، وانتقدنا كثيرا اتحاد اللعبة والشركة الراعية للدوري والأندية، بينما كان اللاعبون بعيدين عن النقد في الوقت الذي يتحملون فيه جزءا كبيرا من ضعف المستوى.
وهناك عدد كبير من اللاعبين لا يبدون أي اهتمام لتطوير أنفسهم سواء من الناحية البدنية أو المهارية، والمهم لديهم فقط هو ركل الكرة والركض وراءها أينما ذهبت، وكذلك البحث عن لعب الكرة في أي مكان حتى لو كان في ملعب مليء بالحجارة والزجاج من دون إعطاء أجسامهم الراحة الكافية لتجديد نشاطه في الموسم الجديد.
في اعتقادي أن لاعبينا مازالوا يحتاجون إلى توعية بكيفية المحافظة على أنفسهم وعدم الانجراف وراء لعب الكرة في أي وقت وفي أي مكان لما له من آثار سلبية على مستوى اللاعب.
ومن كان يتابع الدورات الصيفية وكذلك الدورات الرمضانية الجارية الآن يجد أن هناك الكثير من لاعبي الأندية وبعضهم يمثل المنتخبات الوطنية بفئاتها يشاركون في هذه الدورات التي تقام في ساعات متأخرة من الليل وعلى ملاعب رملية غير صالحة لممارسة كرة القدم، في الوقت الذي نراهم يقدمون الأعذار للتغيب عن تدريبات أنديتهم لأسباب مختلفة ومن ضمنها الراحة.
ولا يخفى على البعض أيضا أن هناك بعض اللاعبين يلعب مباراتين في اليوم الواحد، إذ يلعب عصرا ضمن فريق شركته في دوري الشركات، وفي المساء يشارك في مباراة أخرى في دوري البنوك أو في إحدى الدورات الصيفية مع أصدقائه، وإذا كنا نعذر اللاعبين في مشاركاتهم مع فرق شركاتهم ضمن دوري الشركات بسبب مستقبلهم الوظيفي، فإنه لا عذر لهم في المشاركة مع فرق قراهم وأصدقائهم في الدورات الصيفية والرمضانية.
هؤلاء اللاعبون يستنزفون كل قواهم من خلال اللعب المستمر وعدم منح جسدهم الراحة الكافية بعد موسم شاق وطويل من المباريات والتدريبات، ما يؤثر على عطائهم في الموسم التالي ويولد لديهم شعور بالتشبع من كرة القدم وعدم الرغبة في الذهاب إلى التدريبات وأدائها بكل جدية.
ومازلت هنا أتذكر كلام محترف نادي البحرين اللبناني هيثم زين خلال لقاء أجريته معه في الموسم الماضي، إذ قال ان معظم اللاعبين البحرينيين أجسامهم هزيلة، ومن الأفضل أن يهتم هؤلاء اللاعبون ببناء أجسام قوية من خلال استثمار بعض أوقات فراغهم في تدريبات الحديد لتقوية عضلاتهم، بالإضافة إلى تقوية النواحي اللياقة لديهم.
هذا الكلام قاله الزين بعد أن شاهد البنية الجسمانية للاعب البحريني التي تبدو هزيلة جدة مقارنة بلاعبي الدول الأخرى، إذ يعرف لاعبوها كيف ينمون مهاراتهم وتكوينهم الجسماني والمحافظة عليه ليكون لاعب كرة قدم مثاليا.
لذلك نقدم النصيحة لهؤلاء اللاعبين بأن يخزنوا طاقاتهم لأنديتهم التي تصرف مبالغ طائلة في إعداد فرقها، والتركيز على اللعب مع أنديتهم في المباريات الرسمية والمواظبة على التدريبات حتى تعود الحياة مرة أخرى لملاعب كرة القدم ونشاهد كرة قدم حقيقية في الملاعب البحرينية.
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 1840 - الأربعاء 19 سبتمبر 2007م الموافق 07 رمضان 1428هـ