مفهوم «النظام» يعتمد على النظرة القائلة إن الإنسان ينحو نحو توقعات عقلانية لإدارة شئونه وعلاقاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
* ولذلك فإن «الفوضى» هي عندما لا يستطيع الإنسان أن يتوقع ماذا سيحدث أو متى... فهو يعيش في دوامة لعدم معرفته ماذا سيحدث نتيجة أي عمل يقوم به. مثلا المسلم الذي يسمع الأذان يعلم أنه بعد الأذان تبدأ الصلاة، وهذا يسمى «نظاما». أما فيما لو لم يكن يعلم ماذا سيحصل بعد الأذان (مثلا) كأن يتوجّه الأشخاص للاكل في هذا اليوم، وفي يوم آخر يتوجّهون للنوم وفي يوم ثالث يتوجّهون لعمل آخر فإن هذا يسمى «فوضى».
* إذا، النظام هو وجود الفهم والبصيرة العامّة للتعرف على مايجري وما سيحدث (بصورة منطقية) في وضع العلاقات بين الأفراد والجماعات.
* الفوضى واللانظام هي عندما لايعرف المرء ماذا سيحدث تباعا لحدث ما، ولا يوجد شيء واضح في وضع العلاقات.
* النظام يسعى لتوفير عوامل البقاء، وينظم التطوير والتغيير من خلال إطار لحفظ الأمن والسلم وتقليل الخسائر أثناء عملية التغيير.
* النظام قد يكون فعّالا أو غير فعال. وقد يكون عادلا أو غير عادل، وقد يكون ديمقراطيا أو غير ديمقراطي.
* القبول بالنظام ( COMPLIANCE): لا يستطيع النظام البقاء إذا لم يكن هناك « قبول» وانصياع، فالإمام علي (ع) يقول: «لا رأي لمن لا يُطاع». القبول قد يفرض بالقوة، ولكن النتيجة قد تكون غير حسنة في حال أصبحت القوة هي العامل الوحيد لقبول النظام، اذ تتجه الأوضاع نحو الدكتاتورية.
* الطاعة والولاء للنظام (LOYALTY): الطاعة تأتي من الأشخاص «الموالين» الذين يشعرون أن النظام يمثلهم، وأنهم مشاركون في أعماله وبرامجه، وانه نابع منهم، ويسعى لتحقيق أهدافهم ومصالحهم.
* الرفض: الأشخاص والجماعات قد يرفضون الأهداف أو الوسائل المستخدمة للوصول الى الهدف، ومن هنا تنشأ المعارضة. والرفض المعارضة تتنوع بين تلك التي تعمل من داخل النظام وتلك التي تعمل من خارج النظام. النظام قد يسمح بالمعارضة أو قد يواجهها ويحاول تصفيتها. غير أن جميع الأنظمة تتفق على مواجهة المعارضة التي تتخذ من «العنف» وسيلة للتغيير.
* الحكومات والأنظمة تطور وسائلها للتعامل مع الرفض. فالأنظمة الديمقراطية توسّع مجال الحوار والمناقشة وتسمح بالانتخابات القائمة على أساس دستوري معين وتفسح المجال لتداول الآراء والسلطة لاستيعاب وادارة الخلافات داخل المجتمع. بينما تقوم الأنظمة الدكتاتورية بتطوير أجهزة الأمن والمخابرات والأجهزة السرية لقمع حرية الكلمة وقمع أي معارضة أو رفض علني لما تفرضه على الناس.
* الأنظمة التي تستطيع استيعاب الموالين والرافضين والمعارضين من خلال وسائل مدنية متطوّرة هي الأنظمة الديمقراطية المتقدمة التي تنعم بالاستقرار أكثر من تلك التي تلجأ لأساليب قمعية.
* أفضل الوسائل لاستقرار النظام تتم من خلال إشراك أكبر عدد ممكن من أطراف المجتمع في برامج ذلك النظام.
* إن مشاركة أي فرد في برامج النظام تعتمد بصورة مباشرة على ثلاثة أمور: المعرفة بدوافع النظام وبرامجه + الإيمان بالفكرة وأهميتها + المشاركة الفعلية. وفي هذه الحالة يتحقق الرضا (CONSENT) وهو يمثل القاعدة الأصلب لاستقرار النظام.
* الثورة تأتي عندما يعجز النظام عن حل مشكلات المجتمع، وعندما يعجز عن السيطرة على الأمن على رغم كل تدابيره الاحترازية.
* النظام الدكتاتوري يسقط عندما تعجز ماليته عن سد احتياجات القوة العسكرية والأمنية وعندما يعجز عن شراء الضمائر.
* النظام يتحوّل إلى الدكتاتورية عندما يعجز أو يمنع إيجاد أطر تمثيلية لمشاركة الجمهور.
* إذا ازداد الحكم المطلق اعتمادا على القوة فإن الاقتصاد يضعف، ويبدأ الغلاء الفاحش، HYPER-INFLATION، وتبدأ الفوضى.
* دور الشرطة في الحكومات الديمقراطية هو حماية «حكم القانون» داخل المجتمع. ودور العسكر هو حماية السيادة الوطنية من الاعتداءات الخارجية... أما في الدول الدكتاتورية فإن الشرطة والعسكر والمخابرات يستخدمون لقمع المعارضة ومنع حرية التعبير عن الرأي حتى لو كان ذلك على حساب التنمية في البلاد.
* في المجتمعات الديمقراطية يعتمد النظام على المشاركات الطوعية بالأساس. وهذا ما يسمى بـ «المجتمع المدني» الذي يحتاج الى تفصيل لاحقا.
* النظام له أجهزة أساسية يلزم أن تكون محايدة (بمعنى أن لاتخصص هذه الأجهزة لخدمة طرف معين في المجتمع ضد طرف آخر). هذه الأجهزة تمثل «الدولة». وأمثلة ذلك: الجيش، الشرطة، التعليم، الصحة، الخدمات الأساسية، إلخ.
* الحكم المطلق يعتبر التعبير عن الرأي تهديدا للأمن وبالتالي يعتقل كل مَنْ يعبّر عن معارضته، ويصنفه في خانة المتمردين الذين يستحقون عقاب القانون (العشوائي).
* الحكم المستقر في مؤسساته المدنية يرى أن التعبير عن الرأي والمعارضة السلمية أمر ضروري وطبيعي لتعزيز النظام وتطويره.
* النظام إذا قد يكون مستقرا أو غير مستقر، عادلا أو ظالما، يمثل الأكثرية أو الأقلية، مخلصا أو خائنا، مفروضا على الشعب أو منتخبا، لكنه يبقى يحمل اسم «النظام».
* نقاشات في ورش عمل نُظمت في 1998
العدد 1840 - الأربعاء 19 سبتمبر 2007م الموافق 07 رمضان 1428هـ