يبدو أنه لا داعي على الإطلاق أن تبدع أية امرأة في أية منطقة من مناطق المحافظة الشمالية الأربعين التي يشرف عليها المجلس البلدي في المحافظة، إذ قرر المجلس عن سبق إصرار وترصد أن يستثني أي عطاء أو إبداع أو عمل اجتماعي من تكريمه على أساس « جندري»، ففصل بين العطاء الأنثوي والعطاء الذكوري. ليقوم باختيار الرواد «الرجال» في المناطق الأربعين التي يشملها المجلس البلدي، ولم يفكر للحظة واحدة أن نساء كثيرات تستحققن بجدارة أن ينلن تكريما ولو معنويا على جهودهن بدلا من استثنائهن من ذلك التكريم الذي يقام في حفل كبير يدشن المجلس خلاله شعاره الجديد الأسبوع المقبل.

يستضيف الحفل الكبير الذي ينظمه المجلس علماء دين كبار، وهو الأمر الذي يبدو حث المجلس على قصر تكريمه وحضوره على الرجال دون النساء، ولو نظر المجلس بتمعن لإحصاءات سكان منطقته لوجد أنه بذلك استثنى نصف عدد سكان مناطقه، إن لم يزد.

تقول الملاحظة التي أسلفناها الكثير، فهي ليست فقط دعوة نسائية بحكم « موضة هذه الأيام» لإبراز وتمكين المرأة. هذه الملاحظة تقول إن تصرف المجلس استثني النماذج النسائية من التكريم وكأنها قادمة من المريخ، معتبرا إياها « كائنا خارج السرب». وتذكرنا بالقول بضرورة مشاركة المرأة في عضوية أي مجالس، لأنها لو اقتصرت على الذكور فستقتصر عليهم في كل شيء، حتى في التكريم. وتقول للنساء بصوت عال، لا تفعلن شيئا، فجهودكن مهما علت، أقل من أن تكرم.