«قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم في ظرف يومين إيقاف الدولي خالد عزيز عن اللعب مع فريقه الهلال في المسابقات المحلية حتى نهاية الموسم الجاري، بعد أن غادر اللاعب معسكر المنتخب من دون علم أو إذن مسبق من إدارة المنتخب ومن ثم لن يرد على اتصالات الإدارة المتكررة بعد علمها بعدم وجوده في المعسكر وهو الذي يعد من العناصر التي اعتمد عليها المدرب البرازيلي أنغوس في كأس آسيا الرابعة عشرة في يوليو/ تموز الماضي بعد أن اعتبر الاتحاد هذا التصرّف أمرا مستنكرا وغريبا على لاعب محترف يحظى بشرف خدمة منتخب وطنه».
هذا نص الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء والصحف يوم أمس الأوّل، ولكن عندنا كيف؟ «قرر الاتحاد البحريني لكرة القدم إيقاف لاعبي المنتخبين الأولمبي والأوّل والمحرق المجنسين جيسي جون مباراتين وفتاي مباراة واحدة في المسابقات المحلية بعد هروبهما المستمر عن حضور تدريبات المنتخبين قبيل مباراة كوريا الجنوبية في التصفيات الأولمبية لبكين 2008 والأردن استعدادا لتصفيات كأس العالم».
هذه مجرد كانت مقارنة بين القرارات التي يتخذها اتحادنا الوطني وأحد الاتحادات الخليجية فيما يعنى بشرف خدمة الوطن، فكيف بلاعبين جلبوا ليخدموا الوطن يساومون من أجل اللعب أو التوقف، فكيف بحضرة فتاي يقول: عندما يغادر المنتخب الأولمبي إلى طشقند لملاقاة أوزبكستان يهدد بعدم السفر ما لم يحضر معه زميله جيسي.
إنّ ما وصل إليه قدر رياضتنا هو بسبب القرارات غير الحاسمة التي يتخذها أي اتحاد وطني عندما يواجه مشكلة ما، يجب فيها أنْ يتخذ قرارات حاسمة، وإلا فكيف بنا نرى اتحادا خليجيا يتعامل بشكل صحيح ومحترف مع كل ما يعيق تقدم المنتخبات الوطنية.
في المرات المقبلة فإن أي لاعب في منتخبنا الوطني لن يحضر التدريبات أو حتى يعتذر عن حمل راية البلد، فإنه لن يكون خائفا أكثر من اللازم، لماذا؛ لأنه سيوقف لمدة لن تزيد عن مباراتين كما هو الحاصل مع جيسي جون وفتاي، لكن المواطن ربما يخاف من ذلك ؛لأنه لاعب مواطن وبالتالي ستكون العقوبة أشد لو كان المعاقب هنا لاعب مجنس، وخصوصا أنه يعلم أن إدارات الأندية ضعيفة لكي تقف وراء لاعبيها وتدافع عنهم، وأنّ اللاعب المجنس لن يصيبه أي مكروه ما دامت الجهات العليا في الرياضة البحرينية تقف لتدافع عنهم، وهو ما وضح في القرارات التي اتخذت بعد أسابيع من غياب مشكلة البحرين المجنسين النيجيريين اللذين كانا من المفروض أن يكونا مشكلة للخصوم وليس للبلد الذي جاء بهما ليدافعا عن ألوانه ورايته.
في هذه الحالة اتحاداتنا الوطنية تحتاج إلى أنْ تكون قوية في اتخاذ قراراتها وأنْ تبعد الخوف عن أنفسها؛ لأنها في هذه الحالة لن تكون قادرة على الوقوف في وجه أي ناد، لكن بشرط ألا تكون مميزة بين البعض والآخر كما حدث في المواسم الماضية في اتحاد كرة القدم في حوادث الأهلي والمحرق.
في النهاية تثبت الدروس المتتالية التي تأتي من بعيد أن رياضتنا لن تتطوّر فيما لو واصل المعنيون على الرياضة في الأخذ بمكيالين في التعامل مع كل إيجابية أو سلبية تفوح في رياضتنا، وإلا فإنّ رياضتنا لن تراوح مكانها وهي التي في الأصل تعاني الأمرّين من الكثير من أسباب الفشل.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1839 - الثلثاء 18 سبتمبر 2007م الموافق 06 رمضان 1428هـ