تعتبر معدلات الفائدة على بطاقات الائتمان مرتفعة بشكل غير طبيعي في العالم. البحرين ليست استثناء بأي حال من الأحوال، بل تعتبر المعدلات مرتفعة بشكل نوعي حتى مقارنة مع معدلات الفائدة لبعض الخدمات المصرفية الأخرى ومنها القروض.

في التفاصيل, حافظ متوسط الفائدة على بطاقات الائتمان على مستواه المرتفع (أي أكثر من 20 في المئة) مع نهاية النصف الأول من العام الجاري، فقد بلغ متوسط الفائدة على بطاقات الائتمان مع نهاية الربع الثاني من العام 2007 تحديدا 20,74 في المئة أي تقريبا 21 في المئة، وتعد هذه النسبة مرتفعة بكل المقاييس بل إنها عالية مقارنة بالمعدلات التي كانت سائدة قبل عدة أعوام.

ارتفاع معدل الفائدة

بالمقارنة، بلغ متوسط الفائدة على بطاقات الائتمان 19,86 في المئة و 20,03 في المئة و18,14 في المئة و 18,32 في المئة في الفترة نفسها من السنوات 2006 و 2005 و 3004 و 2003 على التوالي.

ويلاحظ في هذا الصدد تعمد الجهات المصدرة للبطاقات الإشارة إلى الفائدة الشهرية (1,67 في المئة بدل التركيز على الرقم 20 في المئة) لغرض التأثير على نفسية مستخدمي البطاقات والإيحاء لهم بأن الفائدة المفروضة معقولة.

أيضا تحصل الجهات المصدرة لبطاقات الائتمان على رسوم جزائية أخرى على الحسابات التي لم تسدد الحد الأدنى من المبلغ المطلوب في نهاية الفترة إضافة إلى احتساب الفائدة. وبما أن نسب الفائدة عالية بما فيه الكفاية, تعمل بعض المصارف على جلب الزبائن إليها عن طريق عدم فرض رسوم استصدار للبطاقات.

طبعا تفرض الفائدة المرتفعة على أولئك الذين لا يقومون بسداد الأموال المستحقة عليهم. لا شك أن بمقدور حامل البطاقة تحاشي دفع معدلات الفائدة المرتفعة عن طريق سداد كامل المبلغ المستحق مع تاريخ الاستحقاق، بيدَ أنه لا يمكن إغفال حقيقة مهمة وهي أن عددا غير قليل ممن يحملون بطاقات الائتمان في البحرين يرون أنهم مضطرون إلى دفع مبلغ محدود شهريّا لتفادي دفع رسوم التأخير التي تضاف إلى معدلات الفائدة.

على بالك بطاقة

ويلاحظ أن الجهات المصدرة للبطاقات تقوم بحيل مختلفة لاصطياد زبائنها المحتملين والتي تتضمن توظيف فتيات لإجراء مكالمات شخصية، كما أن بعض الأشخاص يحسون بنوع من علو المكانة الشخصية عندما يطلب منهم المتصل تحديد موعد للقاء معهم، بل إن بعض المؤسسات المصدرة للبطاقات ترسل خطابات إلى بعض الزبائن (الذين بدورهم يتمتعون بملاءة مالية ممتازة) عارضة عليهم البطاقة من دون الحاجة إلى ملء استمارة الطلب تكريما لهم.

الشيء المؤكد هو أن الجهات المصدرة لبطاقات الائتمان لا تقوم بدورها بنشر ثقافة الاستخدام الصحيح لهذه الأداة الائتمانية، فهناك من يستخدم البطاقة للحصول على نقد وبكلفة عالية. ربما ما يهم الجهات المصدرة لبطاقات الائتمان المختلفة هو الحصول على أكبر قدر من الفائدة ومن دون رعاية مصالح الآخرين.

يشار إلى أن بطاقات الائتمان (الفيزا والماستر كارد وأميركان أكسبريس) هي أميركية بالأساس إذ تم تطويرها لخدمة السوق الأميركية الضخمة ولأسباب محلية منها تشجيع الناس على الصرف فضلا عن صعوبة استخدام النقد لأسباب أمنية.