العدد 1838 - الإثنين 17 سبتمبر 2007م الموافق 05 رمضان 1428هـ

التصحر2/2

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

التصحر، هو تدهور في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية والجافة شبه الرطبة، ما يؤدي إلى انعدام النبات تماما وتنوع الكائنات الحية، وكل سنة تفقد الكرة الأرضية حوالي 691 كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية نتيجة عملية التصحر. وتتعدد أنواع التصحر، ووفقا لتصنيفات الأمم المتحدة، هناك أربعة أنواع من التصحر، هي:

-1 التصحر الشديد جدّا : وهو تحول الأرض إلى حال غير منتجة تماما لا يمكن استصلاحها إلا بكلف باهظة وعلى مساحات محدودة فقط وفي كثير من الأحيان، تصبح عملية الإصلاح الزراعي غير منتجة بالمرة.

-2 التصحر الشديد: عندما تنتشر نباتات غير مرغوب فيها ويحدث انخفاض للإنتاج النباتي الجيد.

-3 التصحر المعتدل: إذ ينخفض الإنتاج النباتي الجيد المطلوب.

-4 التصحر الطفيف: حين يحدث تلف أو تدمير بسيط جدا في الغطاء النباتي والتربة.

وللتصحر مؤشرات طبيعية، مثل: غزو الكثبان الرملية للأراضي الزراعية، وتدهور الأراضي الزراعية المعتمدة على الأمطار، وتملح التربة، وإزالة الغابات وتدمير النباتات الغابية... إلخ. لكن الأخطر من تلك العوامل الطبيعية، هي العوامل البشرية التي يؤكد الباحثون أنها تلعب دورا رئيسيّا في خلق التصحر، وهذه يمكن حصرها في مجالين أساسيين:

-1 الضغط السكاني الذي ينتج عنه مزيد من التوسع الزراعي وزيادة أعداد الماشية، ومن ثمة زيادة الرعي وقطع الغابات والهجرة واستيطان أماكن غير ملائمة لاستغلال مواردها بشكل مستمر إضافة إلى توسع المدن وتضخمها الذي يكون في كثير من الحالات على حساب الأراضي الزراعية، كل هذه العوامل تساهم في تسريع التصحر، إذ ان نمو السكان والفقر والتدهور البيئي يعزز كل منهما الآخر.

-2 نمط استخدام الأرض الذي تختلف نوعيته وكثافته من مكان إلى آخر ومن أوجه استخدام الأرض قطع الأشجار. ففي المغرب يفقد حوالي 20,000 هكتار من الغابات سنويّا لاستخدامها كخشب وقود، إذ ان معدل استهلاك الأسرة من الخشب يقدر بـ 2,61 طن في السنة. ان مثل هذه المستويات من استهلاك الكتلة العضوية يفوق الطاقة الإنتاجية للغابات؛ لذلك بات تدهور الغابات والنباتات الأخرى عاملا مهمّا في تدهور البيئة وتوجهها نحو الجفاف.

لكن تقرير الأمم المتحدة الصادر عن الاجتماع الوزاري الثاني للدول الأطراف في اتفاق الأمم المتحدة لمكافحة التصحر الذي عقد في أبوظبي في العام 2003، حدد أربعة أنشطة بشرية تعتبر الأسباب المباشرة لعملية التصحر، وهي الاستعمال المجحف للأراضي الزراعية ما يؤدي إلى تدهور التربة واستنفاد خصوبتها، والرعي الجائر والمبكر ما يؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي الرعوي الذي يحمي التربة وإزالة الغابات التي تعمل على تثبيت التربة وتحافظ على مساقط المياه والإسراف في الري وسوء الصرف الذي يؤدي إلى زيادة نسبة ملوحة وتصحر الأراضي.

وتقدر الخسائر التي تسببها ظاهرة التصحر على المستوى العالمي بحوالي 42 مليار دولار سنويّا، وأكد التقرير أنه عادة ما يبدأ التصحر بتدهور الغطاء النباتي ثم بتعرية سطح التربة لتصبح الأرض جرداء لا تمسك ماء ولا تنتج نباتا.

من ناحية أخرى اعتبرت منظمة الزراعة والأغذية التابعة إلى الأمم المتحدة (الفاو) أن التصحر مرض الأرض الأشد خطورة، وقالت إنه يضرب بقوة 3,6 مليارات هكتار في أكثر من مئة دولة. وأفادت «الفاو» أن الفقر والتزايد السكاني السريع من بين الأسباب الرئيسية لظاهرة التصحر التي باتت تشكل خطرا كبيرا على الإنتاج الزراعي والحيواني. واقترحت الأمم المتحدة في 1994 مشروع اتفاق لمكافحة التصحر وهو الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر/ تشرين الثاني العام 1997. لكن «الفاو» تفيد بأن عددا قليلا من الدول الـ180 التي صدقت على الاتفاق باشرت في تطبيق برامج كبيرة في هذا المجال إن منع تدهور الأرض وتصحرها يعتبر بالتأكيد فعالية واقتصادا من تجديد الأرض المتدهورة، فهذه الأخيرة تزداد صعوبة وكلفة مع ازدياد درجة التدهور، وينفذ كثير من البلدان عمليات باهظة الكلفة. ففي الفترة من 1976 إلى 1980 تمت حماية أكثر من 740000 هكتار من الأرض في بلغاريا من عوامل التآكل وعولج أكثر من 1,4 مليون هكتار من تلوث التربة.

وفي المجر أدى تآكل التربة الى تدهور الأرض في مساحات مجموعها حوالي 2,3 مليون هكتار، وتبذل الجهود حاليا لتحسين الحال. وأنشئت شبكات واسعة للصرف في عدة بلدان لتقليل التغدق والملوحة. ففي باكستان اكتمل في الفترة من 1960 إلى 1985 تنفيذ 32 مشروعا لمكافحة الملوحة والاستصلاح ونتيجة هذه المشروعات انخفضت نسبة الملوحة من 40 في المئة الى 28، وفي المتوسط تجرى اعادة حوالي 81000 هكتار من الأراضي المتأثرة الى الانتاجية الكاملة كل سنة.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1838 - الإثنين 17 سبتمبر 2007م الموافق 05 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً