العدد 1838 - الإثنين 17 سبتمبر 2007م الموافق 05 رمضان 1428هـ

يمه...!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

كثيرون هم المبدعون من أهل البحرين, لكن إبداعاتهم لا ترى النور في كثير من الأوقات إلا خارج جغرافية البحرين... فنسمع عن فلان وعن فلانة والإنجازات التي حققها أو حققتها في صحف عربية وأجنبية قبل أن تصل إلى المحلية فتعرف هذه الطاقات وتشتهر في الخارج بينما هي في الداخل تبقى مهمشة أو غير معروفة.

« يمه» هو أحد الأعمال التي قرأتها منذ ثلاث سنوات لكن صدى هذه الرواية مازال باقيا في الأوساط الأدبية المختلفة التي مازالت تكتب عن أعمال قادمة من منطقة الخليج, فهو أول عمل روائي يكتب بلغة إنجليزية رشيقة عن واقع أحداث عائلة بحرينية يرجع أصول أفرادها إلى بر فارس.

هذه الرواية التي كتبتها روائية بحرينية تقيم في المملكة العربية السعودية تدعى سارة الشافعي استلهمت وقائع أحداثها من حياة جدتها وجدها وأيام « اللول» الجميلة لأهل البحرين والخليج لاسيما من « هولة» بر فارس التي جسدت لأول مرة في عمل روائي لا يخلو من الصدقية, وقد تكون فكرة مناسبة لعمل سينمائي أو درامي في حال لو نفذت بصورة متناسقة مع الحفاظ على خصوصية المراحل من دون إضافة رتوش مبتذلة تفقد الرواية والعمل حيويته.

رواية الشافعي التي كتبتها من مدينة جدة حيث تقيم بها بصورة دائمة مع زوجها وابنتيها تقترب إلى واقع الكاتبة إذ وجدت فيها مادة غنية لطرحه في عمل أدبي رائع يأخذك إلى عالم إنساني يتحدث عن صور التضحية والإخلاص لبطلة الرواية «خديجة» ودميتها « ليلى» التي رافقتها مشوار حياتها حتى منيتها. بينما تحدثت فصول الرواية ما قبل مرحلة استقلال البحرين وما بعده إلى تأثير ذلك على مجريات عائلة هجرها والدها « محمد» في بداية تأسيسها إلى مدينة دبي, وكيف طرحت الشافعي نماذج نسائيها وتطور أسلوب حياتهن الاجتماعية والمستقبلية في ظل غياب رب العائلة, وذلك تبعا لتطور الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت داخل المجتمع البحريني, بدءا من التعليم والطفرة النفطية إلى الاختيارات التي توافرت للمرأة البحرينية من الناحيتين العلمية والمهنية, ووقع ذلك على نساء الرواية والتحديات التي واجهتهن في تحديد شكل مستقبلهن من الدراسة والعمل إلى اختيار زوج المستقبل وذلك بحسب احتياجات واختلاف كل جيل انتمت إليه نساء الرواية.

مناسبة الحديث عن ذلك هو ما نشاهده هذه الأيام من كومة «قمامة» – إن صح التعبير- من المسلسلات الخليجية التي تطل على شاشات مختلف القنوات الفضائية خلال شهر رمضان, التي غالبيتها تفتقد إلى النص و حتى إلى القصة على رغم أن منطقتنا الخليجية تعج بكثير من القصص والإبداعات التي تستطيع أن تقدم عملا دراميا راقيا يعكس ثقافة أهل المنطقة من كل النواحي... و«يمه» قد يكون نموذجا لعمل يعكس هذه الثقافة!

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1838 - الإثنين 17 سبتمبر 2007م الموافق 05 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً