منذ أن وعينا إلى الدنيا ظلت كلمة «القضية الفلسطينية» تطرق مسامعنا، وعقب تعلقنا بالسياسة ومتابعة أخبار العالم وجدنا أن الناس من حولنا ينقسمون إلى مؤيد للقضية من بعد قومي ومؤيد لها من بعد إسلامي. وعلى رغم هذا التباين ظل الجميع يدافع عن هذه القضية التي ظلت منذ تفجرها وحتى اليوم في مقدمة أجندة قممنا العربية والإسلامية من دون أن نصل إلى حل؟
المؤلم في أيامنا هذه أن الخلاف والتباين بشأن «القضية» انتقل من المحيط الدولي والإقليمي إلى قلب الحدث في الأراضي المحتلة نفسها، فالصراع الدائر بين حركتي «حماس» و«فتح» يبدو أنه وصل إلى طريق مسدود مع تمسك كل طرف بأجندته، وصارت «القضية» هي من يحكم من؟ وضاعت مسألة مواجهة المحتل وتحرير الأرض المقدسة في ظل هذا الوضع المتردي.
المؤسف أن «فتح» تريد أن تستعيد مكانتها التي فقدتها بسبب الممارسات غير المسئولة لعناصرها، فيما تسعى «حماس» بكل السبل لمواجهة العالم لاستعادة «ملكها» الضائع بسبب سوء إدارتها للأمور وفلتان الأعصاب جراء الحصار الدولي الذي فرض عليها.
كل ذلك لا يعد مبررا لكي تعمد «حماس» إلى معاداة العالم وكل حركات المقاومة الفلسطينية في حين تحتاج هي وكل الفصائل الأخرى لكل الأصدقاء والإخوان من أجل تحقيق الهدف الأسمى وهو تحرير الأرض واستعادة المقدسات. فهل يتعقل قادة الحركة ويزنوا إطلاق التصريحات بدقة حتى لا تتوه القضية في أتون الخلافات الجانبية.
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1837 - الأحد 16 سبتمبر 2007م الموافق 04 رمضان 1428هـ