ليس جهاز التلفزة الذي يطلق على نفسه «تلفزيون العائلة العربية» مؤسسة إعلامية خاصة. وعليه، لا يحق للقائمين على هذا الجهاز إزعاج المواطن البحريني بالإعلانات التجارية - الرديئة والمتخلفة التصميم والإخراج - طوال فترات العروض التلفزيونية، خصوصا عبر سياسة القطع المتكرر للمسلسلات الدرامية، إذ تكون سياسة العرض مقسمة، لدقيقتين عرض، وخمس دقائق للإعلانات، أو ما شابه من ذلك، أو اقترب.
لابد أن يدرك القائمون على مؤسسة التلفزة في البحرين أن ثمة فرقا بين الفضائيات الخاصة التي تمولها مدخولات الإعلان التجاري من جهة، وبين الفضائيات التي تنشأ من أموال الدولة، أي أموال الناس من جهة أخرى.
إن ما يجعل من عرض تلك الإعلانات بذلك الشكل أمرا مبررا، فهو أن يتفضل علينا قطاع التلفزة ليعلن اكتفاءه الذاتي من أموال الإعلانات التجارية وتعففه عن الاستعانة بأموال الدولة، حينها يستطيع هذا القطاع أن يجعل من الفضائية البحرينية فضائية تجارية، وأن يعرض الإعلانات التجارية كل دقيقة كما يريد ويشتهي.
وفي السياق نفسه، لابد أن يفتح المعنيون بالأمر في وزارة الإعلام التحقيق بشأن توزيع مخصصات الإنتاج الفني الرمضاني في تلفزيون البحرين. فالشاشة البحرينية التي قدمت في السنوات الماضية أعمالا مميزة تحدث عنها الناس والنقاد بما يشرف كل بحريني، أصبحت اليوم رهينة لمسلسلات الممثلة البحرينية المعروفة، التي أصبحت هي الأخرى بمثابة الظاهرة الكونية الجديدة (المؤلفة/كاتبة السيناريو/ المنتجة/ البطلة/ المثال الإنساني الرفيع).
تعرض الفضائية البحرينية هذا العام أضعف النصوص الدرامية، عبر أعجز أداء عرفته الدراما الخليجية. الذي كان واضحا، هو أن نجوم التلفزيون الجدد في المسلسلات لم يدخلوا حتى مسارح المدارس الإبتدائية، ولم يتعلموا أن التمثيل هو أكثر/ أكبر/ أعمق من أن يقرأ الممثل ما هو مكتوب في النص فيما يجمد جسده كـ «الخشبة».
إن إنتاج إي عمل درامي في أي مؤسسة إنتاج فني هو شأن خاص، وعليه، فإننا لا نحاسب شركات الإنتاج. الذين يقعون تحت طائلة المحاسبة، هم الذين اختاروا للمشاهد البحريني أن يتعرض لمثل هذه الأعمال التي من المفترض أنها تمثل البحرين ضمن باقة ما تعرضه الدراما الخليجية في رمضان.
إن سقطات جهاز التلفزة في اختيار برامج رمضان، وغياب الأسماء البحرينية التي قدمت عبر الشاشة أعمالا درامية - خصوصا التاريخية منها - تستحق التذكر والاحترام. كلها أسباب تدعونا إلى أن نفتح ملف الفضائية البحرينية على مصراعيه، وخصوصا أن هذا الجهاز قائم على أموال الدولة، أي أموال الناس. ولا يمكن أن يدفع الناس أموالهم، ليحصلوا على تلف أعينهم لا أقل، وربما أكثر.
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1837 - الأحد 16 سبتمبر 2007م الموافق 04 رمضان 1428هـ