ثمة سباق محموم بدأ يظهر في خطاب مستتر لبعض الناشطين الإسلاميين، مدعوم ببيانات وخطب ومقالات تتوزعها كالعادة بعض المنتديات الإلكترونية ذات النفس الطائفي والتجزيئي! وبعض الخطب التأجيجية.
والحمد لله، أن ذلك السباق المحموم لم يصل الى صفحات الصحف اليومية، على الرغم من أن هناك من يسعده هذا الفعل، وخصوصا إذا ما كان يتصل بالممارسات التمييزية الطائفية بين المواطنين...
لن يطول التقديم، وحتى لا يضيع مسار طرح الفكرة، وجدت تنافسا في أحد المنتديات الإلكترونية لتقييم أوضاع الطائفتين الكريمتين في البلاد من ناحية التوحد والقوة والتضامن والعمل كصف واحد...
وطبعا، لن يكون ذلك المصدر، أي المنتدى الإلكتروني، مصدرا حيويا وموثوقا للنقل، لكن، في كل الحالات، لابد وأن ندرك أن تلك المنتديات أصبحت تعكس في كثير من الأحيان مواقف صحيحة، وتحركات أكيدة، وبالطبع، ليس كل ما يرد فيها من معلومات هو خاطئ وسيء.
نعود للسباق المحموم، وهو ينطلق من عنوان كبير هو: «هل ترضيكم أوضاع الطائفة في البحرين؟»، وأود التنويه الى لفظ «الطائفة»هنا يشمل الطائفتين الكريمتين، فتارة، تجد مجموعة من المواطنين يطرحون محاور تشمل:
- تفكك أبناء الطائفة.
- عدم وجود قيادات دينية وسياسية فاعلة في الساحة المحلية تسعى للدفاع عن الحقوق والمطالب.
- غلبة الطرف الآخر ومخاوف متفاوتة من نتائج تلك الغلبة.
- عدم ثقة أبناء الطائفة من البحرينيين بإخوانهم من ذات الطائفة من المجنسين أو من الأصول المعروفة.
- التعبير عن عدم الرضا بأداء الكتل البرلمانية.
- المطلوب للتحرك.
وفي ذات السياق، أي في الطرف الآخر، ربما وردت ذات المحاور ولكن بصياغات مختلفة منطلقة هي الأخرى من مرئيات وأدبيات محصورة في الطائفة تشمل:
- استمرار التمييز والإقصاء.
- ضعف الأداء السياسي وعدم فاعلية القيادات الدينية التي تعيش هي الأخرى حال من التصادم.
- الحاجة إلى ترتيب الصفوف.
- إعادة صوغ العمل السياسي من خلال قراءة مساري «الممانعة والمسايرة».
- توجيه الاتهام إلى الكتلة البرلمانية الرئيسة باستمرار الإخفاقات.
- و...أيضا، المطلوب للتحرك.
والمتابع للفريقين، قد يؤمن بأن ما هو متاح من حرية للتعبير وإبداء وجهات النظر وحق كل مواطن في أن يطرح مرئيات فردية أو جماعية تجاه القضايا المهمة في الساحة فتح المجال لهذا الطرح، لكنه – شئنا أم أبينا – لا يمكن أن يخرج عن إطاره الطائفي، بقصد أو من دون قصد، في جعل العمل السياسي والخطاب الديني، ينحرف الى اتجاه تعبير كلا الفريقين عن القلق والخوف وربما الترقب ما قد يكون لأحدهما من شأن ومكاسب وغلبة على الفريق الآخر، وهذا كله لا يمكن أن يخدم المصلحة الوطنية بأي حال من الأحوال، بل هو على رغم محدودية مريديه ومثيريه، يظهر وكأنه حال من الصدام العنيف في المجتمع بين مجموعات تنتمي إلى الطائفتين... تتقاسم ذات الشعور بأن طائفتها مهددة ولابد من العمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لكن، من الصعب جدا أن تجد في ذلك السباق المحموم، ما يمكن أن يناسب كل مواطن، أيا كان انتماؤه المذهبي، إذ يجد في المحاور المتكررة هما مشتركا وتطلعا مشتركا ويترقب نتائج إيجابية مشتركة وربما جاءت «المصلحة الوطنية»...آخر المطالب أو لم تجيء.
ولهذا، ومن وجهة نظري، لن تكون هناك أي نتائج مثمرة، لأن الدوافع والنوايا في الأساس...طائفية
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 2270 - السبت 22 نوفمبر 2008م الموافق 23 ذي القعدة 1429هـ