مرت ذكرى هجمات 11 سبتمبر/أيلول الثلثاء الماضي وأعداء الأمة أكثر ضعفا من أي وقت مضى سواء على الصعيد العسكري أو السياسي.فكما شاهدنا كان الأميركيون منشغلون بتقرير حسبوه عصا موسى ليحل لهم الأزمة المتفاقمة في العراق، قدمه في شكل إفادات أمام الكونغرس الأميركي كل من القائد العسكري الأميركي ديفيد بترايوس والسفير الأميركي في بغداد ريان كروكر. ولم يستطع الرئيس جورج بوش وبطانته أن يثبتوا في الذكرى أنهم حققوا انتصارا في أية جبهة من الجبهات التي فتحوها فيما يسمى بالحرب على الإرهاب. فقد تصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية في شمال إفريقيا(الجزائر) وهي جبهة شكلت لها البنتاغون قوات مارينز ومعدات حديثة وأجهزة تجسس ورصد بينما يسوء الوضع في باكستان وأفغانستان سياسيا وعسكريا “ليتحفنا” المطلوب الأول أميركيا أسامة بن لادن من جديد بتسجيلاته. وهوت أميركا أخلاقيا إلى أسفل سافلين إذ تخلت عن ابسط مبادئها في الدفاع عن حقوق الإنسان بانحيازها إلى الجنرال برويز مشرف في معركته مع القضاء المستقل الذي حكم بوجوب عودة المعارض نواز شريف. إسرائيليا وفي عشية ذكرى الهجمات أحيت الفصائل الفلسطينية المناسبة على طريقتها الخاصة في الصمود والإباء إذ أطلقت صاروخا من طراز”قدس ناصر” على قاعدة صهيونية فأدمت 69 جنديا إسرائيليا. اذا الدروس المستوحاة من الحرب العراقية والمقاومة الفلسطينية هي أن الأمة الإسلامية لا يستطيع أيا كان إخضاعها بالقوة وعلى الإدارات الأميركية ألا تنكأ الجراح لأنها لا تستطيع أن تجد ما تقدمه للعالم من انتصارات باهرة في سبيل إعادة كرامتها الممرغة.