غلب على منتجات شركات تطوير الحلول العربية المشاركة في معرض جايتكس 2007 البرمجيات المتخصصة في معالجة مكونات القرآن الكريم، بدءا من العرض النصي، مرورا بإدخال القراءات المختلفة، إنتهاء بإضافة خدمات مفيدة مثل آلات البحث، والترجمة الفورية للسور، بالإضافة إلى الفهارس والكشافات المرافقة.
شذت عن هذه الحال المصاحبة لمعرض جايتكس لفترة تزيد عن خمس سنوات، شركات محدودة مثل « شركة العريس للبرمجيات»، وشركة «ديوان». وتجاوزت «ديوان» نطاقها التقليدي الذي اشتهرت به وهو برنامج النشر المكتبي المعروف باسم « الناشر الصحفي» كي تفاجأنا في المعرض ببرنامجها الجديد الخاص بالتعليم الإلكتروني.
وكما هو معروف تنقسم حلول التعليم الإلكتروني إلى قسمين أساسيين: الأول يغطي منظومة الآلة المشغلة (Operating Engine) للنظام، وههي عبارة عن نظام معلومات متكامل يوفر خدمات تخاطب أعمدة التعليم الأربعة الأساسية: الطالب، المدرس، الإدارة المدرسية، وأوليا الأمور. الثاني، هو بناء المادة العلمية وتحويلها من الهيئة المرئية - المسموعة، إلى الشكل الإلكتروني. وتجدر الإشارة هنا إلى أننا لانتحدث هنا عن التحول من الهيئة الصلبة (Hard copy)، إلى الشكل اللين (Soft copy). المقصود هنا هو بناء المادة إلكترونيا بكل ما يعنيه تعبير»إلكتروني» من معنى.
وتكتسب محتويات التعليم الإلكتروني التي طورتها شركة «ديوان» أهمية خاصة بفضل العناصر الآتية: خبرة ديوان في معالجة المحتوى العربي: إذ تمتلك شركة ديوان خبرة تتجاوز ربع القرن في التعاطي مع المواد العربية إلكترونيا. وتعود تلك التجارب إلى خطوات ديوان الأولى في هذا الميدان، عندما طورت أول نسخة من برنامج الناشر الصحافي لصالح صحيفة الحياة اللبنانية في مطلع الثمانينات من القرن الماضي. فقد نجحت ديوان حينها في تطوير برنامج متكامل لإنتاج النسخة الإلكترونية من النسخة الورقية لصحيفة الحياة، تكامل مواد البرنامج: إذ تتولى ديوان حاليا تطوير النسخة الإلكترونية للمنهج المدرسي اليمني، لذلك فهي بحاجة إلى نظام متكامل على المستويين: الأفقي بمعنى السنوات المختلفة لمراحل الدراسة التي تسبق المرحلة الجامعية، العمودي، بمعنى مختلف المواد لمرحلة دراسية معينة، حاجة السوق: إذ تتنامى بشكل ملموس حاجة السوق العربية لبرنامج قادر على معالجة المناهج الدراسية المدونة باللغة العربية، واستخراج النسخة الإلكترونية الموازية لها والمتكاملة معها في آن، تنامي الوعي: إذ أصبحت ذهنية المواطن العربي تدرك بشكل صحيح أهمية ودور تقنية المعلومات في تقريب المادة العلمية، مهما بلغ تعقيدها، من أذهان التلاميذ، وقدرتها - أي تلك البرمجيات - على مساعدة المدرس: المرسل، والتلميذ: المتلقي على تقديم المواد وهضمها بشكل أفضل، وعلى نحو أسهل، وفي وقت أقصر.
هذه العوامل مجتمعة نجدها في البرامج المدرسية التي طورتها شركة «ديوان» للمدارس اليمنية.
ولو طالعنا مقرر إحدى المواد، ولتكن مقرر «الحاسوب الشخصي»، لوجدنا إحتوائه على الوظائف الآتية: النسخة الإلكترونية من المقرر: إذ سيجد التلميذ المادة المقررة مخزنة في هيئة نصية ومرئية سمعية، سهلة التصفح، مرفقة بأشكال توضيحية في غاية الجمال وبصورة تفاعلية، البحث الإلكتروني: أرفقت ديوان مع الكتاب الإلكتروني آلة بحث متقدمة تمكن المستخدم من البحث على أكثر من مستوى يتدرج من البسيط المباشر إلى المتطور المتعدد الأوجه: المستوى الأول هو البحث بموجب الصفحة في الكتاب الواحد فقط،، يتطور ذلك إلى إمكان البحث وفقا لكلمة مفردة أو تعبير مركب لكن في الكتاب ذاته، وبعد ذلك يمكن إستخدام الوظيفة ذاتها للبحث في أكثر من كتاب، وأكثر من مقرر ولعدة سنوات، حفظ نتائج البحث: وبوسع المستخدم حفظ نتائج البحث في ملفات خاصة بها، أو حفظ مكونات تلك النتائجج في ملفات منفصلة ومستقلة بوسعه العودة لها متى شاء ذلك من خلال استرجاع تلك الملفات، التلخيص وحفظ الملخصات: وكما هو الحال في النسخة الورقية ، يمكن للمستخدم أن يقوم بتعليم (highlights) الأسطر المهمة، كي يعود إليها عند الحاجة، كما بوسعه أن يحفظ ذلك سوية مع نتائج البحث، الأمر الذي يوفر الكثير من الجهد والوقت، ويساعد على تحاشي التكرار أو هدر الوقت. ليس القصد من إظهار محاسن ذلك النظام الإدعاء باكتماله أو عدم حاجته إلى الكثير من التطوير كي يرقى إلى مصاف نظم عالمية (غير عربية) مشابهة. لكن ما أردنا قوله هنا أن تجربة «ديوان» تجربة رائدة ومتميزة، ولذلك فهي، بحاجة كسواها من تجارب التعليم الإلكتروني إلى الاستخدام والتقويم من أجل الإستمرارية والتطور.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1834 - الخميس 13 سبتمبر 2007م الموافق 01 رمضان 1428هـ