في خطوة غير مسبوقة قرر مجلس إدارة طيران الخليج الاستغناء عن خدمات جميع الشركات الاستشارية المتعاملة معها. لكن تبقى شركة كرول البريطانية الاستثناء الوحيد والتي بدورها تراقب حالات الفساد المالي والإداري في الشركة ما يعني أنها تنفذ وظيفة حساسة ومهمة. ويبدو أن مجلس الإدارة توصل إلى نتيجة مفادها بأن كلفة توظيف المستشارين الأجانب أكثر بكثير من الفوائد المتوقعة. وعلمت بأن كلفة الشركات الثلاثة عشر فاقت 10 ملايين دولار في الشهور الخمسة الماضية. بعض الشركات الاستشارية كانت تفرض مبلغ 4 آلاف دولار (1500 دينار) في اليوم عن كل استشاري. كان الهدف من توظيف الشركات الاستشارية مساعدة طيران الخليج على تقليل مصروفاتها وليس العكس. وعلمت أيضا بأن العقود المبرمة مع الشركات الاستشارية كانت تسمح لها الحصول على مقابل لقاء تقديم خدمات يومية. وعلى هذا الأساس لا يحق للشركات الاستشارية مطالبة طيران الخليج على أتعاب لم تقم بتنفيذها أصلا.
الحفاظ على المصالح
فسخت شركة طيران الخليج العقود من دون خوف أو تردد. وربما اقتنعت طيران الخليج بأن مصلحة الشركات الأجنبية تقتضي عدم وجود الحاجة لرفع قضايا في المحاكم لأسباب مختلفة منها أن الأفضل لها الحفاظ على سمعتها وعلاقاتها التجارية. كما أن بعض هذه الشركات تعي تماما بأن الذهاب إلى المحاكم سيؤدي إلى كشف الكثير من خيوط الفساد والتي ترغب في إخفائها. كما أن بعض الشركات كانت تعلم علم اليقين بأنها كانت تفرض رسوما مبالغا فيها على شركة طيران الخليج وأنها بالتالي حصلت على أموال لا تستحقها في كل الأحوال ومن مصلحتها الحفاظ على أسرار العمل. وكان لافتا تخلص الشركة من الخدمات التي كانت تقدمها شركة رولاند بيرغر الألمانية، ومقرها مدينة ميونيخ. يشار إلى أن الألماني مايكل ويت يرأس هذه الشركة. وقد عمل ويت عضوا في مجلس الإدارة وعضوا في اللجنة التنفيذية في طيران الخليج فضلا عن رئاسته للشركة قبل تقديم استقالته. وكنا نصر ومنذ فترة في اجتماعات مع المسئولين في الشركة بأن هناك مسألة تضارب المصالح فيما يخص هذا الرجل. بمعنى آخر, كان ويت هو الآمر الناهي في الشركة لفترة غير قصيرة بسبب عمله الأخطبوطي في طيران الخليج.
تضارب المصالح
تقدم شركة رولاند بيرغر من فرعها في البحرين خدمات استشارية إلى العديد من المؤسسات في المنطقة في مجالات إعادة الهيكلة والتخطيط والقضايا الاقتصادية. ويبدو أن المقر الرئيسي للشركة في ألمانيا توصل إلى قناعة مفادها بأن من الأصلح للشركة أن يقدم ويت استقالته من طيران الخليج لعدة أسباب منها، الحاجة إلى التركيز على مصالح رولاند بيرغر، كما أن سمعة الشركة تعرضت للضرر بسبب الهجوم الذي تعرض له ممثلها ويت من قبل أعضاء في اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس النواب وآخرين كما حدث في الندوة الشهيرة لجمعية (وعد) في فصل الصيف فضلا عن سائل الإعلام. يبقى أنه من غير المعلوم إلى أي مدى ستتأثر الأنشطة والعمليات في طيران الخليج بعد الاستغناء عن خدمات جميع هذه الشركات! الجواب الذي حصلنا عليه هو أن الأمور تجري بالشكل الاعتيادي في الشركة.
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1833 - الأربعاء 12 سبتمبر 2007م الموافق 29 شعبان 1428هـ