لا يكاد الشعور العدائي تجاه المسلمين في الغرب يخبو حتى يتأجج من جديد مع كلّ كشف عن خلية إسلامية أو مخطط إرهابي لضرب أهداف أميركية أو أوروبية. ولعلّ ما كشفت عنه السلطات الألمانية مؤخرا من اعتقال ثلاثة أشخاص كانوا ينوون شن هجمات إرهابية في البلاد يعزز تلك الفرضية.
وفي مسعى لتفويت الفرصة بالمتربصين، عبر المجلس التنسيقي للمنظمات الإسلامية الألمانية عن أمله في ألا يؤدي إعلان الأجهزة الأمنية عن اعتقال ألمانيين وتركي بتهمة التخطيط لشن هجمات على مطار فرانكفورت وقاعدة رامشتاين العسكرية الأميركية إلى وضع مسلمي البلاد في دائرة الاشتباه العام وزيادة الضغوط الواقعة عليهم.
وذكر المجلس المكون من أكبر أربع منظمات إسلامية -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه – أنّ الكشف عن إحباط هذه الهجمات ومرور ست سنوات على أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول مناسبة لتجديد الأقلية المسلمة في ألمانيا لإدانتها الشديدة لجميع أشكال الإرهاب والعنف المقترنة باسم الدين .
وقال: إنّ المحاولة الجديدة لاستغلال الدين الإسلامي الحنيف وأتباعه المسالمين في أنشطة متشددة وإرهابية سيكون لها تداعيات سلبية شديدة على العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في ألمانيا .
ودعا المجلس جميع المسلمين لتفعيل جهودهم لتعزيز أجواء التعايش السلمي داخل المجتمع الألماني، وإظهار رفضهم لكل الأيديولوجيات المتشددة وإبعادها عن مساجدهم، وحث المجتمع والسياسيين في ألمانيا على التعامل مع المسلمين باعتبارهم جزءا من الحل لمشكلة التطرف والإرهاب لا على أنهم جزء منها.
وأكد المجلس المسئولية المشتركة للمسلمين وغير المسلمين في التصدّي للأفكار المتشددة لضمان استمرار أجواء التعايش السلمي في المجتمع.
انتشار «الإسلاموفوبيا»
وتوقع المتحدث باسم المجلس التنسيقي للمنظمات الإسلامية في ألمانيا أيوب أكسيل كوهلر أنْ يتسبب الإعلان عن إحباط الهجمات الأخيرة في زيادة الفجوة الموجودة بين المسلمين وغير المسلمين وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام) علي نطاق واسع في ألمانيا.
وأشار في تصريح للجزيرة نت إلى أنّ تصاعد أجواء العداء للإسلام بمعدلات حادة ومزعجة خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة كرس إحساس شرائح واسعة من المسلمين برفض المجتمع الألماني لهم بسبب تدينهم.
واعتبر أن الواجب المفروض على كل من يعيش في المجتمع الألماني هو تعميق واقع التعايش السلمي وعدم إحساس فئة بالخوف من الفئة الأخرى.
وأشار إلى أنّ تحميل بعض الكُتاب والسياسيين في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية للدين الإسلامي والقرآن الكريم مسئولية العنف والإرهاب يجرح المسلمين في صميم مشاعرهم.
وشدد كوهلر -وهو أستاذ جامعي اعتنق الإسلام العام 1960- على عدم ارتباط الإرهاب والتطرف بدين أو عرق معين، وانتقد وصف معتنقي الدين الإسلامي بالخطورة والاستعداد أكثر من غيرهم للعنف.
وقال: إن التصريحات الصادرة عن مسئول ألماني عن المسلمين الجدد متعجلة ومبالغ فيها، و يمكن أنْ تفهم على أنها تضع الدين الإسلامي نفسه في دائرة الاشتباه العام.
مراقبة المسلمين الجدد
وأثار إعلان الأجهزة الأمنية الألمانية الأربعاء الماضي عن وجود ألمانيين اعتنقا الإسلام ضمن الثلاثة المتهمين بالتخطيط لتنفيذ الهجمات جدلا إعلاميا وسياسيا واسعا داخل البلاد.
وطالب وزير داخلية ولاية بافاريا الجنوبية غونتر شتاينبيك الشرطة وهيئة حماية الدستور والاستخبارات الداخلية بفرض رقابة ومتابعة مشددة على المسلمين الجدد.
وقال الوزيرالمحلي -في تصريحات نشرتها اليوم الجمعة صحيفة دي فيلت – إنّ الألمان الذين يعتنقون الإسلام يلعبون دورا كبيرا في العمليات الإرهابية وبعضهم يمثل خطرا ؛لأنهم يرغبون في إظهار تشددهم الديني للتدليل على أنهم مسلمون جيدون.
واعتبر أنّ دخول شخص ما، في الدين الإسلامي من دون إعلان يصعب عمل السلطات الأمنية الألمانية.
ودعا الوزير إلى تحديد إقامة الأجانب المشتبه في علاقتهم بأنشطة إرهابية في مناطق صغيرة معزولة وحظر استخدامهم للهاتف النقال وشبكة الإنترنت في حالة تعذر ترحيلهم لبلدانهم الأصلية.
العدد 1831 - الإثنين 10 سبتمبر 2007م الموافق 27 شعبان 1428هـ