العدد 1831 - الإثنين 10 سبتمبر 2007م الموافق 27 شعبان 1428هـ

«القاعدة» والغرب ست سنوات من الكر والفر

مع اقتراب ذكرى حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول يعود تنظيم القاعدة مجددا إلى واجهة الحوادث، وتبدأ وسائل الإعلام في تسليط الضوء على تلك الحوادث التي غيرت الكثير من المعادلات، وأثارت ولاتزال تثير الكثير من التساؤلات.

ومع اقتراب الذكرى السادسة للحوادث، تبدأ أيضا حالة الاستنفار الأمني خصوصا في الولايات المتحدة والغرب تحسبا لأية عمليات مفاجئة من خلايا التنظيم المنتشرة في الكثير من دول العالم.

فقبل أيام أعلنت برلين اعتقال ألمانيين وتركي خططوا لاستهداف مطار فرانكفورت - ثالث أكبر مطار أوروبي - وقاعدة رامشتاين الأميركية التي تعتبر محطة عبور رئيسية للعتاد والأفراد من وإلى أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.

وفي الدنمارك أيضا اعتقلت السلطات ثمانية أشخاص في الشهر الجاري, يشتبه بانتمائهم للقاعدة، اتهمتهم بالتخطيط لتنفيذ تفجيرات في البلاد.

وقبلها كان رئيس الوزراء البريطاني الجديد غوردون براون اتهم تنظيم القاعدة بالوقوف وراء المحاولات الثلاث لشن هجمات بلندن ومطار غلاسكو التي وقعت مطلع يوليو/ تموز الماضي.

أما واشنطن فإن وكالة استخباراتها المركزية أقرت في منتصف يوليو/ تموز الماضي بأن تنظيم القاعدة أصبح أقوى، وصار في موقع أفضل من ذي قبل لضرب المصالح بالداخل، أو ضرب أهداف غربية أخرى, على رغم الاحتياطات الأمنية المشددة وشن الحرب العالمية على ما يسمى بالإرهاب.

والتقرير الرسمي لوكالة الاستخبارات يناقض تماما تصريحات الرئيس جورج بوش المتكررة بأن التنظيم أصبح أضعف بسبب التدخل الأميركي، وهي قناعة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس نفسها التي أعلنت في أكثر من مناسبة أن القاعدة لم تعد بالفاعلية نفسها التي كانت عليها قبل حوادث سبتمبر.

مبالغة

وفي هذا الشأن يقول الباحث بالقضايا الإسلامية ومستشار مركز دراسة الحضارات العالمية كمال الهلباوي إن هناك مبالغة بشأن تنظيم «القاعدة» بزعامة أسامة بن لادن وقدرته على شن عمليات كبيرة خصوصا في الغرب، مستغربا من تهويل أمر التنظيم و»تصويرالإسلام على أنه خطر على البشرية بسياسة تهويل الاتحاد السوفياتي السابقة نفسها».

وأشار الهلباوي إلى أن حالة الإحباط التي يواجهها الكثير من الشباب المسلم والسياسات الأميركية والغربية الخاطئة، أو سوء فهمهم للإسلام تدفعهم إلى «اللجوء إلى الطريق المختصرعبر تفجير حافلة أو قطار».

وأوضح الباحث أنه «إذا كانت واشنطن وحلفاؤها قد تمكنوا من الاستنفار ضد عناصر القاعدة, فإنها «خاطئة إن ظنت أن ذلك هو السبيل الوحيد للقضاء على العنف أو ما يسمى بالإرهاب».

وللخروج من هذا المأزق طالب الهلباوي باستخدام لغة الحوار واللجوء إلى قضاء عادل وقيام الأمم المتحدة بدورها الحقيقي، وإشراك العلماء والأساتذة والفقهاء بالحوار مع أولئك الشباب.

وعن مستقبل هذا الصراع أكد أن الولايات المتحدة «أثارت نارا لن تنطفئ» بدعوى الحرب على ما يسمى بالإرهاب، مستشهدا بالتقارير الأميركية الرسمية التي تؤكد أنهم يخسرون تلك الحرب, قائلا إن الأسلوب الأمني الذي انتهجته الولايات المتحدة خلال الحرب «لا يليق بأمة في القرن الحادي والعشرين».

جوانب قوة

من جانبه تحدث مدير مركز المقريزي للدراسات هاني السباعي عن جوانب القوة في تنظيم القاعدة. وأكد أن التنظيم «صار أقوى من ناحية الامتداد الشعبي والتأثير الجماهيري العام، وأن جيلا جديدا بدأت أفكاره تتناسل خصوصا مع الأخطاء الأميركية في العراق وأفغانستان».

وأوضح السباعي أن أكبر خطأ ارتكبته واشنطن هو «احتلال» العراق الذي أعطى بحسب رأيه متنفسا لتنظيم «القاعدة» ليشكل نواة جديدة وليعلن دولته المعروفة بدولة العراق الإسلامية.

وأشار إلى أنه «حدث مرود إيجابي للتنظيم خصوصا في أفغانستان التي استلهم مقاتلوها نهج «القاعدة» نفسه بالعراق خصوصا في العمليات الاستشهادية».

وبشأن إمكان شن هجمات كبيرة على غرار هجمات ستبمبر، استبعد الباحث مثل ذلك قائلا إن وراء نجاح هجمات نيويورك وواشنطن اعتمادها «عنصر المفاجأة»، والإعداد الطويل لها. وأوضح أن المباغتة لن تتكرر إلا «عند تراخي الخصم».

وأشار أيضا إلى أن القاعدة نجحت في شن «حرب استنزاف» مع الغرب بهدف التأثير على طاقته الاقتصادية عبر إرهاقة الأمني واستنفاره المستمر.

وبالنسبة للولايات المتحدة أشار السباعي إلى أن هناك من يستفيد من حملة التخويف ضد «القاعدة» سواء إعلاميا أو ماليا، مؤكدا أن «سياسة واشنطن وغطرستها وتدخلها في الشئون الداخلية للدول خصوصا الإسلامية ودعمها للأنظمة صبت جميعها في صالح (التنظيم)».

مسلمو الولايات المتحدة يخشون التبرع للجمعيات الخيرية

واشنطن - الجزيرة نت

يساور القلق العديد من المسلمين بالولايات المتحدة بشأن أداء الصدقات المتوجبة عليهم خلال شهر رمضان الكريم الذي يبدأ بعد أيام قليلة من دون أن يثيروا غضب السلطات الفيدرالية.

وما يزيد من قلق مسلمي أميركا هو أن شهر رمضان هذا العام يتزامن مع الذكرى السادسة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول التي نجمت عنها حملة من القمع «ضد الإرهاب»، يؤكد الكثيرون أنها استهدفت المسلمين دون وجه حق.

وفي سياق ردة فعل السلطات الأميركية على هذه الهجمات، تم إغلاق ست من كبرى الجمعيات الخيرية الإسلامية العاملة بأميركا بعد اتهامها بجمع أموال لصالح منظمات «إرهابية»، فيما تعرضت جمعيات أخرى لمداهمات.

ووصف مدير فرع ميشيغن لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية داود وليد هذه الإجراءات بأنها طرق غير مباشرة لإغلاق الجمعيات الخيرية الإسلامية من دون المرور بالإجراءات اللازمة، وأكد أنها تخيف المتبرعين وحتى بعض الموظفين وتبعدهم عن هذه الجمعيات.

أما شريف عقيل محامي جمعيتين خيريتين تعرضتا للمداهمة، فأكد أن هناك «نمطا مشبوها للغاية» من شن المداهمات قبل شهر رمضان، الذي يقدم فيه المسلمون عادة الجزء الأكبر من الزكاة.

وأشار عقيل إلى أن الكثير من المسلمين توقفوا عن التبرع للبرامج الخارجية خوفا من أن يتم تجميد الأموال، وخشية أن يتم اتهامهم بتمويل الإرهاب بطريقة غير مباشرة.

من جانبه قال المدير الإداري لجمعية الحياة للإغاثة والتنمية محمد العمري إن «الجالية الإسلامية خائفة، عليهم أن يخرجوا الزكاة ولكن لمن يعطونها؟ هل يعطونها للمسجد فقط؟ هل يعطونها لصديق لحملها للخارج؟ طرق منح الزكاة تضيق».

وقد تمكنت هذه الجمعية من الاستمرار بالعمل على رغم الصورة السيئة التي لحقت بها جراء مداهمتها العام الماضي من قبل رجال الحكومة الفيدرالية، ولكنها لجأت للمحاكم للحيلولة دون أن يعتبرها البنك جهة تبييض أموال أو ممولا للإرهاب، بعد إغلاق حساب الجمعية عقب المداهمة.

كما أن الجمعية عادت للمحكمة الشهر الماضي لمنع وزارة العدل من تغريمها بـ115 ألف دولار كرسوم نسخ وثائق.

يذكر أن السلطات الأميركية أغلقت العام 2004 وكالة الإغاثة الإسلامية الأميركية، وذلك قبل أيام من حلول شهر رمضان، بسبب اتهامها بالارتباط بحركة المقاومة الإسلامية «حماس» وتنظيم القاعدة.

وفي العام 2005 داهم رجال الحكومة الفيدرالية أبواب المسلمين في منطقة ديترويت لسؤالهم عما إذا كانوا ينوون التبرع لجمعية الحياة للإغاثة والتنمية أم لا.

الأعمال الشرعية

بالمقابل يصر المسئولون في الحكومة الفيدرالية على أنهم ملتزمون بحماية الأعمال الخيرية الشرعية ويستهدفون فقط المنظمات «عندما تكون لديهم أدلة قوية على إساءة استخدام الأموال».

وقالت المسئولة بالخزانة الأميركية مولي ميلروايس «هذه الأعمال لا تستهدف الأشخاص الذين يبعثون بأموال بطريقة شرعية لأغراض شرعية، ويتم استغلالها بطريقة غير مقصودة»، مؤكدة أن كل قضية رفعت ضد منظمات خيرية تم التصديق عليها من قبل محكمة أميركية.

العدد 1831 - الإثنين 10 سبتمبر 2007م الموافق 27 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً