منتخبنا الوطني لناشئي الطائرة أحرز ذهبية الخليج ووصافة العرب ما يؤكد أن البحرين تعج بالموهوبين الصغار وبامكانهم النشوء والترعرع حتى الوصول إلى الفريق الأول.
هؤلاء الصغار الذين شرفوا البحرين في المحفلين العربي والخليجي يحتاجون إلى الدعم المتواصل سواء كان ماديا أو معنويا من قبل المسئولين في اتحاد اللعبة أو حتى المؤسسة العامة ولا يجوز إهمالهم بأية حال من الاحوال وتحت أي ظرف من الظروف.
ولابد لاتحاد الطائرة من التحرك منذ الآن بجدية لجلب أناس لهم خبرتهم واختصاصهم في اللعبة وعلم النفس وإنشاء لجنة خاصة بهذا الفريق تضع من خلالها الاستراتيجية المستقبلية وخطط العمل كي نحافظ على هذه العناصر الموهوبة حتى يصلوا بما لديهم من فنيات متطورة إلى الفريق الأول، ليتسلموا راية التمثيل الوطني في فئة الكبار ولكن بشرط أن تكون الحوافز المادية والمعنوية موجودة وإلا مات الطموح وذهب الأمل هباء منثورا، والتكريم اساس النجاح ورفع القدرات الفنية والمعنوية وغير ذلك يعتبر ضحكا على الذقون!
أملنا كبير في الاهتمام ورعاية هؤلاء الصغار من الآن حتى نعدهم للمستقبل وهم أحق من غيرهم.
عقوبة جون والخط الأحمر المرعب!
ما فعله اتحاد الكرة بإصدار قراره ورفع التقرير الخاص بإبعاد جون عن مباراة المنتخب الأولمبي امام كوريا نعتبره قرارا صائبا وإن جاء متأخرا إلا أنه يحمل في دلالاته الكثير من الأمور منها أن اتحاد الكرة يتابع الأمور وباستطاعته اصدار العقوبات بحق أي لاعب وطمأنة اللاعبين البحرينيين المواطنين بأن من يخرق القانون بلا عذر مقبول هذا عقابه.
ونأمل أن يشمل القرار زميله فتاي الذي غاب عن المباراة بسبب ايقافه، ولابد أن تصدر بحقه العقوبة حتى لا يسيئ الأدب مع الواجب الوطني وكيلا يحسبا نفسيهما انهما العمود الفقري للفريق!
هذان الاثنان لم يأتيا إلى البحرين إلا من أجل جمع المال وإلا فلم يفعلان ما يفعلان! لم الانقطاع عن التدريبات وليّ الذراع، ومع ذلك فردّ الفعل من اتحاد الكرة كان سلبيا جدا.
المدرب «الخبير» جلس مع جون واستمع له واقتنع بعذره وأعاده إلى المنتخب، بينما لم يكلف هذا العجوز نفسه عناء الاجتماع بابن البحرين المخلص محمد حبيل الذي جاء من الكويت حيث معسكر ناديه من أجل زفاف شقيقه علاء ومباراة المنتخب الوطني أمام الأردن وهو يعلم بظروف حبيل، ولكن الآذان صمت وأغمضت العيون وأطبقت الاجفان عن قبول هذا العذر، وخصوصا عند تغيير موعد بدء التدريب يوم الأحد من الأسبوع الماضي واصدر قراره بإبعاده عن المنتخب، والمسئولون عن الفريق يعلمون بالأمر ولكنهم لم يحركوا ساكنا لمنع المدرب من تنفيذ قراره.
نحن لدينا سؤال ونود أن يجاب عليه ممن يعنيهم الأمر: هل كل الذي يجري من أجل إبقاء جون وفتاي في المنتخبين الوطني والاولمبي بإرادة المدرب فعلا، أم هناك أيدٍ خفية وراء هذه القرارات العشوائية تعمل وتضر وتقرر وعلى الجميع الانصياع لهذا الأمر ولا يجوز عصيانه!
نقول من جون؟ ومن هو فتاي؟ حتى ندافع عنهما بهذه الصورة ونسيء لسمعة الوطن العزيز بهذين اللذين لا يمتلكان الروح الوطنية ولا سالب واحد في المئة...
أين الأندية المنضوية تحت مظلة اتحاد الكرة ولماذا هذا السبات المطبق وإلى متى ستتحرك النخوة الوطنية لحفظ ماء الوجه قبل فوات الأوان إن لم يفت فعلا!
وعلى عمومية اتحاد الكرة نفض آثار الغبار والتحرك سريعا لأنها من مسئولياتها، ولا يجوز الاعتماد فقط على ما تكتبه الصحافة الرياضية بالدفاع عن الحقوق، بينما عمومية الاندية صامتة والحديث يقول: «الساكت عن الحق شيطان أخرس» وانتم مسئولون عن هذه الأمور الخارجة عن القانون وإن لم تتحركوا الآن فلن ينفع البكاء ولا الدموع والأسف ولا الندم غدا.
المحرق ونادي الاتحاد حبايب واخوة
الناديان العريقان المحرق والاتحاد حبايب وسيظلان كذلك ولن تؤثر على علاقتهما أية حادثة من شخص أو شخصين ولا ضرب السكاكين. فما عرفناه من ابناء المحرق الغيارى أنهم يرفضون الخروج عن الروح الرياضية بمعناها الحقيقي ويبعدون كل من تسول له نفسه ليوقع هذا الصرح الكبير في شباك الفتنة. والاتحاد أيضا عرفنا رجاله لديهم الوعي الكافي في ردود الفعل واتخاذ القرار اللازم من دون انفعالات وإلا تطورت حرب السكاكين لولا العقلاء الذين يدركون عواقب الأمور. وجاءت الرسالة التي ارسلها إلى اتحاد الكرة طالبا فيها الاجتماع الودي والحبي لمناقشة هادئة على طاولة الحوار فافرزت النتائج الايجابية وأطلقت بادرة جيدة بتبني عقد اجتماع بين المحرق ونادي الاتحاد، وهذا ما نطالب به سريعا ليقول الطرفان ما يريدا قوله بدلا من الصحافة، ونحن على يقين أن الطرفين لديهم الاستعداد الكافي لسماع الآخر حتى نخفف الانفعالات وردود الفعل ونزيل الترسبات السابقة، وأخيرا سيبقى أبناء الأحمر اخوة لأبناء البنفسج.
عتاب لجماهيرنا الوفية...
الغياب الكبير لجماهيرنا عن مساندة المنتخب الأولمبي له أسبابه وظروفه وإن كنا نلومه ونعاتبه على عدم الحضور الذي يعتبر مهما جدا في طريق تحقيق الانجازات، ولكن نحن نقول أن الدور الاعلاني كان ضعيفا للمباراة سواء كان ذلك في الاجهزة الاعلامية المرئية والمقروءة والمسموعه فأدى إلى هذا الحضور الضعيف.
الرأي الآخر ان هذا الحضور الضعيف نتيجة طبيعية لحرمان الجماهير من حقها المشروع في تشجيع أبنائها الوطنيين من دون أن تكون هناك وجوه مجنسة ليس لديها الحس الوطني وحب الأرض والوطن والتحدي المستمر لأهل البحرين باشراكهما على رغم انف الجميع، وبالتالي ولد الاحباط في نفوس هذه الشريحة الكبيرة من الجماهير والتي فيها الطبيب والوزير والمهندس والموظف والعامل وغيرها من هذه الأمور.
والنكسات المستمرة لمنتخباتنا الوطنية اعطت ايضا انطباعا عن عدم جدوى حضور الجماهير لأنها تتوقع الخسارة والاخفاق، وبالتالي آثرت الغياب على الحضور، ونحن نتمنى من هذه الجماهير الحضور من أجل الوطن لا من أجل جون وفتاي فهما راحلان لا محالة عاجلا أم آجلا.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1830 - الأحد 09 سبتمبر 2007م الموافق 26 شعبان 1428هـ