العدد 1830 - الأحد 09 سبتمبر 2007م الموافق 26 شعبان 1428هـ

اليوم العالمي لمحو الأمية 3/3

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ليس هناك من مطلع على أوضاع الأمية في الوطن العربي أفضل من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، التي حذرت، في بيان لها وزعته حديثا بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية لهذا العام، من استمرار الزيادة المطلقة في أعداد الأميين في الوطن العربي على رغم الجهود المبذولة في إطار برامج محو الأمية.

وقالت «الألكسو»: إن «مسيرة العمل العربي في مجال محو الأمية مازالت تكتنفها نقاط ضعف أساسية». وأشارت في ذلك البيان إلى أن هذا الأمر جعلها تضع ملف محو الأمية في مقدمة برامجها ومشروعاتها، وخصوصا منها خطة تطوير التعليم في الوطن العربي التي شددت على أن قضية محو الأمية وتعليم الكبار هي مكون أساسي من مكونات النظام التعليمي العربي.

الأمر يزداد سوءا عند الحديث عن الأمية في صفوف النساء العربيات، فقد كشفت دراسة مصرية أجرتها العميد السابق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة ماجي الحلواني أن نسبة أمية النساء في العالم العربي تصل إلى 60في المئة، وأن نسبة الفتيات في التعليم خارج نطاق المدارس تصل إلى 70 في المئة.

وذكرت الدراسة التي حملت عنوان: «صورة المرأة في الإعلام العربي»، أن المرأة العربية لا تمثل سوى 25 في المئة من قوة العمل العربي، وأنها تشغل 4في المئة فقط من مقاعد المؤسسات التشريعية، فيما يصل معدل مشاركة المرأة في هذا المجال في الدول النامية إلى نحو 11في المئة.

لكن، وكما سبق وأشرنا، ليست البلاد العربية وحدها التي تناضل من أجل محاربة الأمية، فقد دأب المجتمع الدولي على العمل 60 سنة في سبيل توفير التعليم لجميع الفئات العمرية عبر فترات من الالتزام المتباين وباستخدام مجموعة متنوعة جدّا من الاستراتيجيات . غير أن آخر البيانات بشأن معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية وإتمام الدراسة فيها وبشأن تعليم الشباب والكبار القراءة والكتابة في جميع أنحاء العالم لا تبعث على التفاؤل إطلاقا . وفيما أحرز تقدم مطرد على الصعيد العالمي منذ سنة 1990 الدولية لمحو الأمية، وفي المقام الأول، فإن البلدان والمنظمات الدولية الملتزمة بتحقيق غايات وأهداف إعلان الألفية وبتوفير التعليم للجميع وبعقد محو الأمية لم تبذل بعد الجهود الحثيثة الضرورية.

واستنادا إلى آخر البيانات التي قدمها معهد اليونسكو للإحصاء في أبريل / نيسان 2006، والتعاريف التي وضعتها فرادى البلدان لمفهوم محو الأمية، كان هناك 771 مليونا من البالغين فوق سن الخامسة عشرة الذين يفتقرون إلى المهارات الأساسية في القراءة والكتابة، ويصبح هذا العدد أكبر بكثير إذا ما أخذ في الحسبان الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين سن الخامسة عشرة والرابعة والعشرين الذين حرموا من فرصة التعليم أو الذين انقطعوا عن الدراسة من دون الحصول على شهادة المدرسة الأولية. وغالبا ما يكون ضعف الإنجاز والتسرب والإعادة بمثابة عوامل تساهم في نقص المهارات والكفاءات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب .

وفي المقام الأول ، تركز الاهتمام على مدى عشرين السنة الماضية على تحسين نوعية التعليم الرسمي في المدارس وكذلك على زيادة معدل الالتحاق بالمدارس . غير أن العناية التي أوليت لمراقبة التوعية لتوفير التعليم غير الرسمي وإتاحة فرصة ثانية لمحو أمية الشباب والكبار كانت أقل بكثير من العناية التي أوليت للقطاع الرسمي. ومع التقدم التكنولوجي الذي نشهده في نواحٍ شتى في مواقع العمل، ستتزايد أهمية التعليم في عالمنا المعاصر، وستتضاعف الحاجة إلى التعليم، إلى جانب التدريب، فيما يتعلق بمعظم الوظائف.

ما ينبغي إدراكه هو أن عملية محو الأمية مسألة لا يمكن الإضطلاع بها من قبل أفراد مستقلين، ولكنه عمل جماعي يتم من خلال تكاتف أفراد المجتمع . فلتكن جهودنا مثالا للآخرين ودليلا على رغبتنا في محو الأمية.

ولا تزال محو الأمية تمثل تحديا هائلا على المستوى العالمي، وهو تحدٍّ مطروح أمامنا جميعا - الحكومات وأسرة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمجموعات المحلية والأفراد. وكل من هذه الجهات قادر على الإسهام. والجميع قادر على أن يكون جزءا من الحلّ.

لذلك علينا أن نعتبر هذا اليوم مثابة الفرصة التي ننتظرها لبث الأمل في نفوس الأميين والأميات الذين لم يأخذوا نصيبهم من التعليم بأن أبواب التعلم مشرعة أمامهم ليس فقط لاكتساب المهارات المعرفية في القراءة والكتابة والحساب، ولكن محو الأمية لاكتساب مهارات التعلم والحياة التي تؤدي إلى التنمية الفردية والأسرية والمجتمعية.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1830 - الأحد 09 سبتمبر 2007م الموافق 26 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً