ما عاشته الكرة البحرينية خلال الأيام الأربعة الماضية حتى مباراة منتخبنا الاولمبي ونظيره الكوري أمس ما يصلح لأن يتحول إلى مسلسل تلفزيوني على طراز المسلسل السعودي الشهير «طاش ما طاش» وخصوصا أننا على أبواب شهر رمضان المبارك.

في كل يوم نصيح كصحافة وجمهور على سيناريو حلقة جديدة ومثيرة تغلفها التناقضات من كل حدب وصوب جراء الاسطوانة المتكررة للثنائي جون وفتاي اللذين تسببا في مشكلات لا تعد منذ تم تجنسيهما قبل عام واحد.

وكذلك حال المنتخب الأول الذي أصبح «مرقعا» في مباراته الودية أمام الأردن وسيتكرر ذلك الحال في مباراته الودية المقبلة أمام سنغاورة في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول المبل.

وليس آخر حال العشوائية والتشتت في الجهاز الفني الذي فصله المدير ماتشالا بين المنتخبين الأول والأولمبي وظهرت سلبياته في التضارب بين مباراتي المنتخب الأول مع الأردن والأولمبي مع كوريا فضلا عن مصيبة عدم وجود جهاز اداري للمنتخب الأول.

ولنتفق أولا وأخيرا على أن منتخباتنا هي وطنية وتمثل البلد ومواطنيه ويجب عدم التلاعب بذلك برغبات من ماتشالا وغيره في قرار مثلا اقالة المدرب كريسو الذي قاد المنتخب الأولمبي إلى التصفيات الأولمبية النهائية من دون أن نعرف حتى الآن سبب ذلك سوى أنه رغبة من ماتشالا!

من شاهد مقاعد الاحتياط للمنتخبين البحريني والأردني الجمعة الماضية يلاحظ الفارق الكبير ولو حدث ذلك الأمر في دولة أخرى حتى لو خليجية لحدثت ضجة كبيرة قد تطيح باتحاد الكرة!

في المقعد الأردني كان هناك ثلاثة اداريين ومسئول مهمات وطاقم طبي بالإضافة إلى المدير الفني المعروف فينغادا وإلى جانبه مدربون ومساعدو مدرب ومدرب حراس، فيما كانت الصورة مأسوية على المقعد البحريني الذي ظل فيه ماتشالا والإداري «اليتيم» حسن الرفاعي واختصاصي العلاج خليل ربيع ناهيك عن الصورة الأكثر مأسوية في التشكيلة «المرقعة» التي لعبنا بها.

أخاطب الإخوة في اتحاد الكرة... هل ترضيكم هذه الصورة وهل السكوت عن الاخطاء والسلبيات التي تدار من جهات مختلفة أدت بنا إلى الوصول إلى هذا الحال المزري، فيا جماعة نحن نتحدث عن منتخب بلد ووكالات الأنباء والصحافة الخارجية عندما تناول المباراة لا يهمها ظروف وواقع المنتخب البحريني الذي بات مادة دسمة لأخبار الطرائف والغرائب وانظروا إلى برنامج «جرايد» في قناة الكأس يوميا!

هل يعقل أن لجنة منتخبات مشكلة منذ شهرين ولم تعقد أي اجتماع حتى الآن وهناك عجز حتى عن تعيين مدير للمنتخب وهو ما لم يحدث طوال تاريخ الكرة البحرينية!

أما مصيبة جون وفتاي فكل ما أثير بشأنها من تفاصيل وملابسات فأكتفى بالقول إنها - عذرا للقراء - «مسخرة» للبحرين أولا تسبب فيها ليس اللاعبان فقط بل كل من له علاقة بهذا الموضوع من اداريين ومدربين.

لو كان وفد الفيفا مازال في البحرين وشاهد ما حدث للمنتخبين الأول والأولمبي وتفاصيل المشكلات فإنه سيصاب بصدمة تفوق ما أصابه لأن ما خفي عنهم كان أعظم.

وأخيرا وبعدما تشابكت الخطوط وضاعت سبل الحلول وعجز صناع القرار... فإنني أكتفي بالقول سامح الله من كان السبب وأقول لإخواني الزملاء «إذا أبتليتم فاستتروا» وذلك رأفة بسمعة البلد من مهزلات المسلسل البحريني الجديد «طاش ما طاش».