صدر في 18 من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري مرسوم رقم 104 للعام الجاري بتعديل مسمى وزارة «الإعلام» إلى وزارة الثقافة والإعلام، وبتعيين الشيخة مي آل خليفة وزيرا لوزارة الثقافة والإعلام، وهو ما يعني انطلاق عهد جديد لدى موظفي الوزارة.
عدد كبير من موظفي وزارة الثقافة والإعلام وعلى قدر امتلاكهم الطاقات الفنية والإدارية والإبداعية، إلا أنهم لم يشعروا بالاهتمام الذي تمنوه، وهنا نصل وباختصار شديد إلى مطالب موظفي وزارة الثقافة والإعلام، فماذا ينتظر الموظفون والإعلاميون من وزيرتهم الجديدة؟
ينتظر الموظفون عموما والإعلاميون خصوصا أن ينالوا التقدير الذي حلموا به من قبل المسئولين، ورفع معنوياتهم بدلا من الإحباطات التي تراكمت عليهم وتحولت إلى جبال من الهموم غلفت قلوبهم.
فلا يخفى على الصحافة ما يمر به موظفو الوزارة من مشكلات كثيرة تدل على أنهم من أكثر الموظفين شكاوى في الحكومة، وذلك يدل على عدم نزول العديد من المسئولين لهم للجلوس والتحاور معهم والتعرف على احتياجاتهم، وهنا نتساءل: لماذا لا يشتكي موظفو أية وزارة أخرى بقدر ما يشتكي موظفو وزارة الثقافة والإعلام؟ هل لكون فئة منهم من الإعلاميين يجعلهم يتحدثون بصوت مرتفع؟! أم لأنهم يبحثون عن حقوقهم بصوت أرفع من أصوات زملائهم في بقية الوزارات؟
أيضا ينتظر الموظفون من يشكرهم ويثني على الجهود التي يبذلونها، ولكن الأهم من ذلك هو انتظارهم لمن يرضى بالإبداع لا لمن يقتله! فقد مضت أعوام طويلة والإبداع مقتول داخل أروقة الوزارة، ويقولون كلما جاء مسئول استبشرنا به خيرا، ولكن لم نجد سوى تجاهل الكفاءات لتخرج بل وتهاجر إلى دول أخرى، وكان من بينها من حاول أن يهاجر كما فعل غيره ولكن لسوء حظه لم ينجح، بينما نحن - كجمهور - كنا نقول لمن يفكر في الرحيل في تلك الأوقات: بالتوفيق، ولا نتمنى لكم العودة إلى الغار القديم!
معظم المسئولين الذين جاءوا إلى الوزارة لم يكترثوا لما يجري، بل فضلوا التجاهل وتسيير العمل، وفي المقابل نجد تذمر الجمهور من عدة أقسام في الوزارة، أهمها التلفزيون، الذي حاولت الوزارة أن تغير فيه لأكثر من مرة، لكنها فشلت لسبب بسيط جدا هو أنها تبحث عن الأفراد والإعلاميين الذين يعشقون الميكروفون والشاشة، وليس عن من ينتظر آخر الشهر ليتسلم راتبه فقط.
لذلك لن تجد وزارة الإعلام، أو لأخص الحديث قليلا عن هيئة الإذاعة والتلفزيون، من يعيد لها نجوميتها التي عرفناها قبل أعوام طويلة إلا أبناء البحرين، الذين يعشقون وطنهم والذين بالتأكيد لن يقدموا لعملهم إلا ما يرونه مناسبا.
وذلك ما يدفعني إلى الحديث عن انتظار ثالث للموظفين وهو تعميم السواسية بين الموظفين والاستماع إلى احتياجاتهم حتى يُغلق ملف الشكاوى والتظلمات، فليس كل مدير أو رئيس لقسم ما يقف دائما في صف موظفيه، وينقل معاناتهم إلى الوزير.
وأخيرا إن من حسن حظ الموظفين في وزارة الثقافة والإعلام أنه تم تعيين وزيرة كانت قد عملت معهم عندما مسكت قطاع الثقافة والتراث لأكثر من ستة أعوام، وهو أمر يبشر بالخير بتحقيق طموحاتهم وأحلامهم، التي كانت قريبة منها.
بدأ الحديث الآن في قطاع التراث والثقافة بتفاؤل كبير، وجاءت ردود فعل مرحبة بقدومها، عازين ذلك إلى قدرة الشيخة مي على إدارة العمل في الوزارة... لذلك نأمل من الوزيرة الجديدة أن تضع لمساتها على الوزارة وتغير الصورة النمطية التي يراها الموظفون في المسئولين، ربما بسبب المشكلات التي مروا بها طوال أعوامهم الماضية، وذلك من خلال الاستماع إلى مطالبهم وطموحاتهم ومحاولة تحقيقها، وإشراكهم في كل الفعاليات من دون تهميش، بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات الوطنية التي هي أعلم من غيرها بتراث وطنها... وهو ما يتمناه الموظفون.
إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"العدد 2269 - الجمعة 21 نوفمبر 2008م الموافق 22 ذي القعدة 1429هـ