أقترح على (بعض) الإدارات الحكومية أن ترسل وباستمرار كبار موظفيها من مديرين ومشرفين ومتعاملين مع المراجعين والجمهور، إلى دورات تعلمهم مهام إداراتهم بالتفصيل، من حقوقه وواجباته من كيفية استقبال المراجع على أنه زبون وليس طرارا عند باب مكتبه، على اعتبار أنه (المدير- المسئول) ما وُجد إلا لخدمة هذا المراجع، لأن إللي قاعد يصير يا جماعة الخير شيء وصل إلى البياخة!
تصوروا أن هناك مسئولين ومديرين يتعاملون مع إداراتهم وكأنها أملاك خاصة! لا يجرؤ أحد حتى على الاقتراح بتطوير عمل هنا أو تغيير مكان طاولة وكرسي هناك.
يتعاملون مع الموظفين وكأنهم عبيد، وأحيانا كثيرة وكأنهم مكاين همها بس الشغل والشغل وبس.
تحتوي هذه الإدارات على شبكات من الجواسيس والمُخبرين إللي يقولون لمديرهم كل شاردة ووارده، تصل إلى حتى عدد كوب الشاي والكوفي إللي يشربه زملائهم في المكتب!
البعض الآخر يدير إدارته بنظام الخيمة، ونظام الخيمة هو أنك إذا تبغي شغلك يمشي روح له (المدير) وهو مزاجه رااااايق وصااااافي وتحمّله وأنت داخل عليه أن يبدأ يتطنز عليك تارة ويمزح وياك تارة أخرى، أو ادخل عليه من طرف أحد من معارفه وأول ما تبدأ حديثك معه بعد السلام قول له «يسلّم عليك عمي بو صالح ويقول لك ....» أو قول له «طلبتك» ليرد عليك «تم»!
والأمثلة إللي أوردناها ما لها شغل بأي علم من علوم الإدارات لا الحديثة منها ولا القديمة هي تعرف فقط علم الإدارات المتخلفة وبس، ولا يعرفون شيء لا عن الآيزو ولا عن British Standard!
هذلين يبغي لهم خدم تشتغل يستوردونهم مثل ما يستوردون خدم المنازل، لأن الموظفين العاديين ما يقدرون يعيشون في هذي البيئة الغريبة العجيبة!
لكن ويش تسوّي إذا الله كتب عليك واحتجت تخلص شغلك عند أحد هالنماذج؟
انه عن نفسي أستجمع كل طاقتي في الصبر والتحمل وكل ما أُتيت من روح رياضية واظل أستذكر المثل إللي يقول «اذا صارت حاجتك عند الكلب (أعزكم الله) قول له يا عمي!».
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2269 - الجمعة 21 نوفمبر 2008م الموافق 22 ذي القعدة 1429هـ