في الوقت الذي شغلت فيه مبادرة جورج بوش إلى عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط،العرب هذه الأيام وأخذوا يشككون في أهدافه ،تخطط «إسرائيل» إلى تنفيذ سياسة الموت بالبطيء للفلسطينيين والاستخفاف بالسوريين .

وعلى الرغم أن المبادرة الأميركية، التي لا يعرف عنها حتى القادة العرب الكثير من أجندتها، هيمنت على اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة الأربعاء إلا أنهم كانوا على قدر الدهاء الأميركي حينما رفضوا استثناء أيّ طرف عربي من حضور المؤتمر المرتقب في نوفمبر/تشرين الثاني (في إشارة إلى مشاركة سورية ولبنان فيه) أو أنْ يكون مجرد تظاهرة سياسية لا تحقق تقدما حقيقيا في مسيرة السلام بل تمنح إسرائيل تطبيعا مجانيا.

وفي محاولة للتشويش على التضامن العربي أطلق مروّجون أنباء أنّ مبعوث رباعي الوساطة الدولية طوني بلير يعد خطة توضح خطوات عملية يتخذها الزعماء الإسرائيليون والفلسطينيون وكبار مسئولي قطاع الأعمال لتعزيز احتمالات السلام.ولكن من الواضح أنّ «إسرائيل» تريد أنْ تفاوض أو تحارب العرب على انفراد وخير دليل على ذلك خرق طيرانها الحربي للأجواء السورية في خطوة لجس نبط تضامن العرب.

كان أجدر بالعرب بدلا من الانشغال بأهداف مؤتمر السلام الغامض أنْ يجعلوا الوحدة الفلسطينية عنوانا بارزا لاجتماعهم إذ كيف يحدث سلام شامل والأراضي المحتلة مقسمة إلى شطرين تسيطر عليهما حكومتان متناحرتان في قطاع غزة والضفة الغربية.

إنّ «إسرائيل» والمجتمع الدولي يريدان سلاما من ورق وليس سلاما على الأرض يتعزز من خلال كسب ثقة العرب وعلينا ألا نساير هذه الموجة من التضليل