استكمالا لقضية المدرسات المستوردات يأتي الدور هذه المرة على المدرسين المستوردين، فلا يمكن أن نتحدث عن الإناث فقط لكي لا يحسب المسئولون في وزارة التربية والتعليم أن الوزارة وفقت في اختيار المدرسين المستوردين من الذكور.
الغريب أن الوزارة اختارت مدرسين من لهجات عربية غربية، أو دعونا نقول غير مفهومة في بعض المواد، ونحن نعلم جيدا أن الاتصال المباشر أو حتى غير المباشر بحاجة إلى مجموعة من الأطراف لاكتماله، من أهمها المرسل والرسالة والمرسل إليه أو الطالب، وإذا حدث أي خلل في هذه الأطراف فإن ذلك يعني خللا في العملية برمتها ولن يتحقق الهدف وهو إيصال الرسالة.
نأتي على مدرسينا المستوردين، وهم أخوة في العروبة بلا شك، والدين في أغلب الأحيان، وحتى لو كان «الظفر لا يخرج عن اللحم» فإننا لن نقبل لأبنائنا بتعلم لغة غير مفهومة، فلا يمكن أن يشرح أستاذ لا يفقه طريقة القراءة والكتابة باللغة العربية المفاهيم الصحيحة للطلبة، ولا أدري هل إن الهدف من استقدام المدرسين هو تطوير العملية التعليمية أو إعاقتها، وشخصيا لا توجد لدي أية شكوك في أن وزارة التربية والتعليم لن تقدم على خطوة لإرجاع التعليم، ولكن الأساليب التي تتبعها في استقدام المدرسين غير الأكفاء ستقود في النهاية إلى ذلك.
سؤال ملح يلوح في الأفق المطل على وزارة التربية والتعليم؛ كم عدد المدرسين العاطلين عن العمل؟ وما مدى كفاءتهم العملية والعلمية؟ وهل يمكن أن يكون المدرس الأجنبي غيورا على تعليم الطلبة أكثر من البحريني الذي من المفترض أن يكون غيورا على أبناء جلدته؟
ليس بمستغرب أن يهبط المستوى التعليمي لطلبة كانوا من المتفوقين على الدوام، وعلينا أن نراجع سجل الدرجات لدى المدرسين المستوردين خصوصا في مادتي اللغة العربية والإنجليزية، وفي النهاية لا يمكن أن نطلب من شخص أن يعطي ما هو خارج عن حدود إمكاناته ففاقد الشيء لا يعطيه.
هناك مشاهد كثيرة لما يحدث في مدارس التربية والتعليم، فهناك مدرسون يجلسون على كراسيهم لتلقين الطلبة المعلومات بلغة غير مفهومة، وأعتقد أن المدارس تسعى إلى إدخال أساليب التعليم الحديثة لا أن نرجع سنوات للتخلف في طريقة التعليم، وهناك مدرسون ليس بمقدرتهم أن يهبوا الطلبة معلومة مفيدة، والقائمة تطول وتطول...
كل ما نريده من ذلك هو أن توفر وزارة التربية والتعليم معلومات عن المكاتب الخارجية التي تشرف على ترشيح المدرسين المستوردين، وطرق اختيارهم والاختبارات التي تقوم بها الوزارة لاختيارهم، وإذا كانوا أكفاء حقا فسيكون وقع وجودهم محل البحرينيين العاطلين أقل وطئا! وللحديث بقية...
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 2269 - الجمعة 21 نوفمبر 2008م الموافق 22 ذي القعدة 1429هـ