يوافق اليوم، الثامن من سبتمبر/ أيلول، اليوم الدولي لمحو الأمية. ويحتفل العالم باليوم العالمي لمحو الأمية استجابة لقرار المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في اجتماعه الرابع عشر العام 1966م، حيث تسعى فيه دول العالم إلى التضامن الإنساني وبذل الجهد لتقديم كل عون مادي وفني وأدبي لمساندة الجهود العالمية التي ترعاها اليونسكو للقضاء على الأمية باعتبارها من أكبر معوقات التقدم الاقتصادي والحضاري. ويعد هذا اليوم فرصة كبيرة لتذكير العالم بأهمية محو الأمية بالنسبة الى الأفراد والأسر والمجتمعات. وهو أيضا مناسبة للتذكير بأن محو الأمية يبقى حقا مازال خمس سكان العالم من الكبار محروما منه.
ونظرا الى الأهمية التي تحظى بها مشروعات وبرامج محو الأمم الأمية لدى المجتمع الدولي، من دون استثناء، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها A/RES/56/116، بأن يكون الأول من يناير/ كانون الثاني 2003 بداية عقد الأمم المتحدة لمحو الأمية. ورحبت الجمعية العامة في قرارها A/RES/57/166 بخطة العمل الدولية المتعلقة بذلك العقد. وتقرر حينها أن تقوم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بدور تنسيقي في الحث والتحفيز على الأنشطة المضطلع بها على الصعيد الدولي في إطار العقد. ولايقف الأمر عند هذا الحد فقبل ذلك التزم المجتمع الدولي بالهدف الرابع الذي اتفق عليه المشاركون في المنتدى العالمي بشأن التعليم للجميع، الذي عقد في داكار - السنغال في أبريل/ نيسان 2000. ويركز هذا الهدف على «تحقيق تحسين بنسبة 50 في المئة في مستويات محو أمية الكبار بحلول العام 2015، ولاسيما لصالح النساء، وتحقيق تكافؤ فرص التعليم الأساسي والتعليم المستمر لجميع الكبار».
إضافة إلى دور اليونسكو في التنسيق الدولي لعقد محو الأمية، تقدم المنظمة إسهامها المحدد في خدمة العقد. ويشمل هذا الإسهام في المقام الأول مبادرة محو الأمية من أجل التمكين (مبادرة التمكين ) 2005 - 2015 التي أعلن عنها حديثا. وستنفذ هذه المبادرة في 35 بلدا يقل معدل الإلمام بالقراءة والكتابة فيها عن نسبة 50 في المئة، أو يفتقر 10 ملايين أو أكثر من سكانها إلى المهارات الأساسية للقراءة والكتابة. وتمتد المبادرة لفترة تبلغ 10 سنوات وتتألف من ثلاث مراحل. وقد أُدرجت البلدان الإحدى عشرة الآتية في مرحلة التنفيذ الأولى في العام 2006: باكستان وبنغلاديش والسنغال والسودان ومالي ومصر والمغرب والنيجر ونيجيريا وهايتي واليمن.
وللأهداف المباشرة لهذه المبادرة جوانب أربعة هي: تعزيز الالتزام الوطني والدولي تجاه محو الأمية عن طريق الدعوة والتواصل؛ ودعم إدماج سياسات محو الأمية المستدام في المناهج القطاعية والأطر الإنمائية الوطنية؛ وتقوية القدرات الوطنية على تصميم البرامج وإدارتها وتنفيذها؛ والارتقاء بالمبادرات والممارسات المبتكرة التي تقوم بها البلدان من أجل توفير فرص تعلم القراءة والكتابة.
وفي 7 سبتمبر 2004، الذي يصادف العام الأول من ذلك العقد، دعا المدير العام لليونسكو كويشيرو ماتسورا دول العالم إلى مواجهة التحدي واستئصال كلمة «الأمية» من مفرداتنا اللغوية. مؤكدا في بيان بمناسبة اليوم الدولي لمحو الأمية في 8 سبتمبر/ ايلول أن 860 مليونا من الكبار هم أميون، ثلثهم من النساء.
ووفقا لأرقام العام 2004، فقد كان هناك أكثر من 860 مليونا من الكبار أميين، وأكثر من 100 مليون طفل لا يحظون بالالتحاق بالمدارس. علاوة على ذلك ثمة أعداد لا تحصى من الأطفال والشباب والكبار الذين يلتحقون بالمدارس أو غيرها من البرامج التعليمية ولا يبلغون المستوى المطلوب لكي يعتبروا من المتعلمين في عالم اليوم متزايد التعقيد.
وبعد عامين وفي 7 سبتمبر 2006 ربط مدير عام اليونسكو، كويشيرو ماتسورا، في رسالته بهذه المناسبة، على نحو واضح العلاقة بين برامج محو الأمية والتنمية، فوجدناه يقول انه «إذا كانت عملية محو الأمية تشكل مسألة مهمة بذاتها، فالجميع يتفق على أنها توفر أيضا إحدى الأدوات الأكثر تأثيرا للتنمية، ومن هنا ينمو الشعور بالإحباط أمام الإهمال النسبي الذي تتعرض له»، مضيفا: «يلعب محو الأمية دورا محفزا للتغيير ويمثل وسيلة لتعزيز التنمية الاجتماعية».
وأكد كويشيرو ماتسورا «أن محو الأمية ليس مجرد نتيجة إيجابية للعمليات الإنمائية بل هو أيضا دافع للتغيير وأداة لتحقيق المزيد من التقدم الاجتماعي. وبالتالي فإن موضوع اليوم الدولي لمحو الأمية لهذه السنة هو (محو الأمية يؤمّن استدامة التنمية)».
وأشار كويشيرو ماتسورا حينها إلى ما سُجلت من نتائج لافتة في الكثير من البلدان بفضل برامج محو الأمية لدى الكبار والتعليم غير الرسمي. بيد أنه استدرك قائلا «أن مشكلات كبرى مازالت قائمة. (مشيرا إلى التقديرات القائلة) ان 781 مليون شخص من فئة الكبار يفتقرون للمكاسب التي يوفرها محو الأمية الأساسية وأن ثلثي هؤلاء من النساء. كما أن نحو 103 ملايين طفل محرومون من المدرسة ومن إمكان تعلم القراءة والكتابة والحساب»
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1828 - الجمعة 07 سبتمبر 2007م الموافق 24 شعبان 1428هـ