حمل الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق بالدراز بشدة على إساءة الصحف الغربية المتكررة لشخصية الرسول الأعظم (ص)، مشيرا إلى أن «هذا التعدي المتكرر من الغرب على مقام رسول الله (ص) صور بالغة السخافة له دلالتان، سخف الحضارة المادية للغرب وعنجهيتها وسقوطها الخلقي وحيوانيتها وفقدها للذوق الإنساني الرفيع»، مضيفا «حضارة مادية بذيئة قولها فحش وفعلها فحش وهدفها سيء وأثرها في الناس قتّال، إنسان يحيا إنسانيته لا ينزل إلى هذا المستوى من الحظيظ ليتناول أكبر شخصية إنسانية في الأرض بما لا يتناسب مع أي إنسان عادي»، معتبرا أن «الدلالة الثانية لهذا الاعتداء المتكرر هي أن عالمنا الإسلامي وصل إلى حد فقد الهيبة، عالم بلا هيبة، بلا شخصية محترمة، لا يملك عمليا من العزة والكرامة في نفسه ما يفرض ذلك على غيره، والسبب في ذلك هو الابتعاد الكبير عن الدين والارتماء في أحضان الغرب».
وتحدث قاسم عن وعي الشعوب الإسلامية بواقعها وارتباطها بالإسلام وعدم تنازلها عن مطالبها، مؤكدا أن «النهاية للإصلاح ومن لا يقبل بالإصلاح فهو مضطر أن يقبل التغيير»، مشيرا إلى أن «الوعي عند الشعوب الإسلامية والعربية وصل درجة لا تقبل السكوت على الظلم والتهميش، وهذا واقع يدخل في المعادلة بين الحاكم والمحكومين بما هو عنصر جديد يفرض ضريبة على الحكومات وكل يوم يأتي الوعي فيه في ازدياد»، منوها إلى أن «الشعوب الإسلامية يزداد وعي ارتباطها بإسلامها، وهذه الشعوب صار وعيها السياسي يتعملق يوما بعد يوم، وصار وعيها الحقوقي يتعملق يوما بعد يوم، وصارت إرادتها تكبر وتتعاظم، ولا تقبل أن تتراجع وتتقهقر»، معتبرا أن «هذا واقع جديد ينبغي للحكومات أن تحسب له حسابا كبيرا، والحكومات من جهتها تستعظم السقف الحالي من مطالب الإصلاح وهو سقف هابط».
وأضاف قاسم «وكلما ساء الحال وتعطلت هذه المطالب فسقف المطالب سيكون في ارتفاع واتساع، فماذا ستفعل الحكومات عندئذ؟»، وتحدث قاسم عن فرضيات واحتمالات قد تضعها الحكومات وتبني عليها عدم إقدامها على الإصلاح، قائلا إن «فرض أن يتراجع الوعي وأن تلين الإرادة عند شعوب الأمة، فرض لا قيمة له بحسب قانون الاحتمالات فالوعي في ازدياد فتعويل الحكومات على هذا الفرض تعويل غير علمي»، موضحا أن «الفرض الثاني هو الاعتماد على التضليل والتلهية الإعلامية، والوعود المعسولة لمرات ومرات، فهذا الفرض كسابقه لا يملك وجاهة في الاحتمالات (...) وذلك لانكشاف اللعبة السياسية عند الحكومات وتعريتها وكذلك لتعاظم وعي وإرادة الأمة»، وأردف «الاعتماد على سياسة فرق تسد، فقد أصبحت هذه السياسية مكشوفة وإن كانت مازالت فاعلة في أوساط لا بأس بها، ولكن تعاظم الوعي ومرور الأيام سيسقط هذه اللعبة أيضا».
واعتبر قاسم أن «الخيار الأمني المتشدد يعني إحراق الملايين من أبناء الأمة الإسلامية، فقضية المطالب ليست قضية مئات من الناس أو ألوف، بل هي قضية كل شعوب الأمة التي هي في تحرك وتحفز لتغيير موقعها»، مؤكدا أن «معنى الأخذ بالخيار الأمني المتشدد أن تحترق الحكومات والشعوب (...) الحكومات تقول لا للإصلاح أولا للجنون المادي، وخوفا من ارتفاع سقف المطالب إذ إنهم يخافون أنهم لو حققوا هذه المطالب الصغيرة لجاءت بعدها مطالب أكبر، ولكنهم لا يدرون أن ذلك أحسن من الانفجار الذي لو حصل لا يقنع بأي مطلب من المطالب إلا بإزالة حكومات، أما عن الدعم الخارجي فهو لا يصمد إلى الأخير أمام إرادة الشعوب إذا زحفت».
وفي الشأن المحلي ذكر قاسم أن «المطالب مجمدة، والأزمات في ازدياد، تعرفون كم ازدادت الأزمات؟ وكم هي متراكمة؟، انقطاع، واقتطاع، وتلوث بيئي، وردم غير مسئول، وأزمة لحوم، وهي أزمات صغيرة مؤججة تمس المواطن العادي الذي قد لا تنبهه المشكلات المركزية»، مطالبا أن يكون «إصلاح جدي وكبير وسريع، فهذا مطلب لمصلحة البلد، لمصلحة الحكومة، لمصلحة الشعب، للحاضر، للمستقبل»
العدد 1828 - الجمعة 07 سبتمبر 2007م الموافق 24 شعبان 1428هـ