العدد 2269 - الجمعة 21 نوفمبر 2008م الموافق 22 ذي القعدة 1429هـ

زيارة إلى اليابان

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

أكتب هذه السطور وأنا موجود حاليا في أرخبيل اليابان بدعوة من مؤسسة اليابان التي نضمت برنامج دراسي و بحثي لمجموعة مختارة من شباب دول الشرق الأوسط. الفكرة الرئيسية لبرنامج هذا العام كانت «التطور و المجتمع» إذ كانت معظم البحوث المختارة للتحقيق في اليابان تدور حول التعليم و البيئة و الثقافة. بالنسبة لموضوع بحثي فهو عمل مقارنة بين مملكة البحرين و اليابان في مجال آثارالغازات الدفيئة وخصوصا أن البلدين جغرافيا عبارة عن أرخبيل من الجزر (عدد الجزر في اليابان نحو 3000 جزيرة) و بالتالي فقد كانت الزيارة فرصة لمد جسور التواصل مع الخبراء اليابانيين في مجال ظاهرة الاحتباس الحراري. الهدف الآخر من الزيارة هو تعرف المرء و بصورة سريعة على مضمون المعجزة التي أدت إلى وصول هذا الشعب الآسيوي إلى المرتبة الثانية في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي والذي يصل تقريبا إلى 4.3 ترليونات دولار.

هذا البرنامج الحافل تضمن العديد من المحاضرات القيمة من قبل أكاديمين بارزين من الجامعات اليابانية المعروفة كجامعة طوكيو و وأسيدا و هيروشيما و تسكوبا و كاناجوا و ميجي جاكوين بالإضافة إلى شخصيات بارزة من دائرة السياسة الخارجية في وزارة الشئون الخارجية ومدير عام معهد الإقتصاديات المتطورة و رئيس دير معبد الشرق العظيم في مدينة نارا (أول عاصمة في تاريخ اليابان و الثانية هي مدينة كيوتو أما الثالثة و الأخيرة فهي طوكيو).

و لمعرفة التاريخ الديني لبلاد مشرق الشمس و أثرها على الفكر و أخلاق الفرد و المجتمع فقد قمنا بزيارة معبد الشرق العظيم في مدينة نارا للتعرف على التاريخ البوذي، أما معرفة تاريخ ديانة الشينتو فقد تحققت بعد قيامنا بزيارة مزار إيتسوكوشيما في جزيرة إيتسوكوشيما وهذا المعلم مدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

أما السلوك الإنساني - ومن دون مبالغة - بين الأفراد واضحة للعيان وخصوصا الإحترام و إيثار الغير على النفس و الدقة في المواعيد و النظافة العامة و الاعتماد على النفس. و بالتالي أنا أشارك تماما رأي الشيخ محمد عبده عبارته المشهورة عند زيارتة لبلاد الغرب حيث قال «وجدت هناك إسلاما بلا مسلمين» وهذا واضح في التفاصيل الدقيقة للمجتمع.

أما التحقق من ركب الحداثة في هذه البلاد العظيمة فهي عملية بسيطة، فهناك العديد من الشواهد الرائعة التي تسعد البصر فمثلا شاهدنا الإنجاز الهندسي الخارق للمهندسين اليابانيين في بناء أطول سلسلة من الجسور المعلقة تعرف بجسور سيتو - أوهاشي والتي تربط بين جزيرتي هونشو و أوهاشي. هذه الجسور تتحمل رياحا بسرعة 286 كيلومترا لكل ساعة و زلازلا بقوة 8.5 درجات على مقياس ريختر، أما طول الأسلاك التي استخدمت في هذه الجسور فيمكن بها لف كوكب الأرض 7.3 مرات.

قمنا أيضا بركوب قطار الرصاصة الياباني (shinkansen) من العاصمة طوكيو إلى مدينة كيوتو وتعتبر هي إحدى الإنجازات التي يفتخر اليابانيون بإنجازها. و يسمى هذا القطار بالرصاصة بسبب سرعته الهائلة لأنه يسير على السكة من دون لمسها و بالتالي تفوق سرعته 300-580 كيلومترا لكل ساعة.

في المقالات المقبلة سنركز بصورة أكبر على تحليل بعض الجوانب التي شاهدناها.

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2269 - الجمعة 21 نوفمبر 2008م الموافق 22 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً