«خالتي مهدية» آخر عناقيد الخالات وأصغرهن، إذ سبتقها ثلاث خالات إلى الرفيق الأعلى إضافة إلى والدتي، عليهن الرحمة جميعا، وبقيت هي في صحة وعافية جيدة، زادها الله صحة وعافية... اللهم آمين.
تعوّدتُ زيارة «خالتي مهدية» هذه بين حين وآخر وخصوصا في فصل الصيف، وتعوّدَتْ هي على إهدائي شيئا من منتوجات مزرعتهم الخاصة مثل الرطب، والترنج الحامض، والتوت وغير ذلك.
وعلى رغم بلوغها وبلوغي هذا السن، مازلت أواصل زيارتها في أوقات مختلفة، وأزور زوجها، عافاه الله وشافاه، إذ إنه تعرض لجلطة أقعدته في بيته، وأخذ يتحسن بعض الشيء، نتيجة التزامه بالعلاج المتاح.
ادعوا له بمزيد من التشافي.
يقودنا هذا الحديث المقتضب عن «خالتي مهدية» إلى موضوع التواصل مع الأهل والأصدقاء، بهدف تقوية استمرار العلاقة بينهم، تجسيدا للقول المأثور «صلوا أرحامكم ولو بالسلام».
كما يدفعنا - هذا الحديث - إلى البحث عن أسباب تردّي العلاقات الاجتماعية - إلى حدٍّ ما - على رغم امتلاكنا وسائل الاتصال، مقارنة مع المتاح من وسائل قبل عشرات السنين.
نعم... قبل عشرات السنين لم يكن غالبية الناس يملكون سيارة ولا هاتفا، ومع ذلك كانوا يتواصلون بالزيارة، إذ كانوا يتزاورون سيرا على الأقدام، أو ينتظرون ساعات في الشارع لعل الله يوفقهم بالحصول على سيارة أو حتى «حمارة» وأحيانا يبيتون عند أهلهم وأصدقائهم، على رغم صغر مساحة البحرين.
أما الآن، وبعد أن تيسّرت سبل الاتصال، من سيارة وهاتف، وغير ذلك من وسائل الاتصال الحديثة لدى غالبية الناس لا يتزاورون إلا نادرا مع وجود هذه الوسائل، ما جعل البعيد قريبا، والعسير سهلا.
لقد تقطّعت الصلات إلى حدٍّ كبير بين الأب وأبنائه، والأخ وإخوانه، وسائر الأهل والأصدقاء.
صحيح ان المدن الإسكانية المنتشرة هنا وهناك لعبت دورا قي قطع العلاقات، ولكن ليس هذا هو المبرر لهذه النتيجة، فالتواصل وعدم التواصل يتوقف على نفسية الفرد وإرادته ورغبته في التواصل، بغض النظر عن البعد والقرب، وأية مبررات أخرى... ما رأي القارئ الكريم؟
إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"العدد 1827 - الخميس 06 سبتمبر 2007م الموافق 23 شعبان 1428هـ