لا يمكن لأيّ زائر أو مواطن أو مقيم إلا ويلحظ عادة البصق عند بعض الآسيويين في كلّ مكان وزمان ولاسيما إذا جال في شوارع المنامة من دون مراعاة لقواعد الآداب والصحة العامّة.

فتجد هؤلاء البعض يبصقون أمام مرآى الجميع عندما يمشون أو يقودون دراجتهم وحتى سيّارتهم التي يفتحون بابها خاصة في مثل هذه الأيام التي نشهد فيها اختناقا مروريا لا يُطاق، إذ لا يأبهون كثيرا لنظرات غيرهم من السائقين أو حتى المشاة من العامّة في إلقاء تحية لكن على طريقتهم ألا وهي البصق بدرجات في مشهد مقزز للغاية يتكرر يوميا، وهو ما طالما راقبته منذ الصغر وحتى اليوم إذ نجد أنّ بعض أهل البحرين انتقلت إليهم هذه العادة التي تلون جوف الفم إلى الأحمر.

هذه العادة الآسيوية التي تعتبر آسيوية ولاسيما بعض الهنود منهم بالدرجة الأولى، تأتي أسبابها إلى مضغ مادة «اللبان» الهندية الصنع التي تضاف إليها بعض الصبغات والنكهات المعروفة في ثقافة هذا البلد الآسيوي وهي تباع بكثرة في أسواق المنامة في المحال الصغيرة وحتى في البرادات المنتشرة في مناطق واسعة من البلاد، فالعثور عليها سهل المنال أينما أراد الآسيوي شراءها الذي يظل يمضغها داخل فمه مثل العلكة وفي حال تجمع اللعاب بكميات كبيرة أثناء المضغ يحاول التخلّص منه عبر البصق.

مناسبة هذا الحديث هو افتتاح بلدية المنامة حديثا مراكز للتوعية في المجمعات التجارية المختلفة، ضمن حملة النظافة وذلك من خلال تبني برنامج «أمناء النظافة» وتطبيق الغرامات على إلقاء المخلفات في الشوارع والأماكن العامّة وذلك تحت شعار «المدينة النظيفة... حضارة وجمال».

في هذا السياق تذكرت زيارتي قبل عام إلى سنغافورة وكيف كانت هي الإجراءات صارمة في شوارعها من مخالفات وعدسات كاميرات في كلّ زاوية تراقب الشوارع والأماكن العامّة، ليس تفاديا لعملية إرهابية كما هو الحال في العاصمة لندن ولكن بملاحقة ومعاقبة مَنْ لا يلتزم من المواطنين أو المقيمين أو الزوّار. فالقانون يطبّق من المطار حتى أضيق شارع في سنغافورة، و لا يتعلّق برمي المخلفات والنفايات فقط بل يشمل منع التدخين والبصق ومضغ «العلكة» و»اللبان».

لذا نأمل من بلدية المنامة التي بادرت مشكورة بهذه الحملة للحدّ من المظاهر المسيئة من خلال تطبيق نظام الغرامة وذلك عملا بقانون (3) للعام 1975 بشان الصحة العامّة أنْ تتعاون مع وزارت الدولة المعنية لمنع استيراد «اللبان الهندي» حتى تتمكن من منع تناوله وبصقه في الشوارع، وحبذا لو تنشر لافتات بالهندية في المنامة وبث دعايات توعية عبر وسائل إعلام هندية موجودة في البحرين لإنهاء هذه الظاهرة التي لا تضفي أية لمسة حضارية على وطننا.