يوم غد السابع من سبتمبر/ أيلول 2007، تحل الذكرى الخامسة لصحيفة «الوسط»، وبالنسبة إلى من عمل على إخراج الصحيفة إلى النور، ومن ساهم فيها ماليا، ومن عمل فيها تحريريا أو إداريا أو مساندا، فإن هذه الذكرى تحل عليه وهو بإذن الله في أحسن حال.
عودا إلى الوراء قليلا، وقبل أن يبدأ مشروع الإصلاح الذي دشنه جلالة الملك حفظه الله في 2001، لم يكن بالإمكان وجود صحافة تتنفس مع الواقع وتتعامل معه نحو إصلاحه وتنمية بيئته بما يخدم أهل البحرين ومستقبل البلاد. ولكن مشروع الإصلاح أفسح المجال لانطلاق صحيفة «الوسط» عبر جهود وطنية آمنت بضرورة وجود مثل هذا المشروع التنويري الوطني.
«الوسط» حققت نجاحها الاقتصادي لأنها استجابت لتطلعات القراء نحو صحافة معبرة عن التنوع العميق لمجتمع البحرين، ونحو صحافة مستقلة تطرح الرأي الجريء عندما تتطلب مصلحة الناس والوطن ذلك، وتمد الجسور بين فئات المجتمع جميعها من دون استثناء، وتمد الجسور بين الدولة والمجتمع، وبين القطاع العام والقطاع الخاص، وبين الداخل والخارج، وبين الواقع والمستقبل، وبين الواقع وتاريخ البلاد العريق.
«الوسط» ممتنة لقرائها الذين أحسنوا الظن بها، وحسن الظن هو الذي أعطى الزخم نحو عمل دؤوب لخدمة البحرين بأفضل ما يمكن القيام به ضمن الظروف الصعبة التي تمر بها منطقتنا.
«الوسط» تعتبر نجاحها من نجاح البحرين في استيعاب طاقات المخلصين، وتعتبر كل ما تحقق قليلا في حق شعب عظيم يستحق الكثير لما قدمه من تضحيات عبر عقود من الزمن من أجل حياة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ترقى إلى طموح من يعيش في عصر يتقدم بسرعة في كل مجال.
«الوسط» تعتز بكل من عمل في أوساطها وساهم في نجاحها وأعطى من نفسه وعمل كالجندي المجهول أو المعلوم، الذي يضحي بكل ما يستطيع التضحية به من أجل إنجاز المهمة التي كانت تبدو مستحيلة في السابق، وأصبحت الآن ممكنة بفضل من الله.
«الوسط» لا يمكنها أن تنسى صاحب الفضل الكبير جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي رحب بفكرة «الوسط» من أول يوم سمعها من الوالد المرحوم الشيخ عبدالأمير الجمري وذلك في منتصف 2001. إلى جميع هؤلاء... نعدهم بمواصلة العطاء خدمة للوطن.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1826 - الأربعاء 05 سبتمبر 2007م الموافق 22 شعبان 1428هـ