أمس كان نصيب صحيفة «الوسط» أن تتذوق معنى عدم وجود تيار كهربائي... وقبل أن أواصل الكتابة أود أن أشكر وزير الكهرباء والماء الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليفة، الذي استقبل مكالمتي بصدر رحب وسعى لمساعدة «الوسط» حتى وقت متأخر من ليل أمس.

بدأت المشكلة في الظهر عندما انقطعت الكهرباء فجأة، ثم عادت لاحقا، ثم انقطعت، ثم عادت، وهكذا لعدة مرات... «الوسط» لديها مولد كهربائي جديد على أهبة الاستعداد، إلا أنه قرر أن يلتحق بالعطل الكهربائي ولم يستجوب لسبب ما. وعليه أعلنت الطوارئ في «الوسط» الساعة السادسة مساء، وهرع مديرو ورؤساء أقسام وموظفو «الوسط» نحو وضع خطة بديلة للحصول على مولد كهربائي، أو نقل الأجهزة من شارع البديع (مكاتب التحرير) إلى شارع الاستقلال (حيث توجد مطابع «الوسط»).

خلايا من النحل عملت في الحر والظلام طوال ست ساعات حتى منتصف الليل، وبعدها عادت الكهرباء، والجميع عاد إلى العمل سعيا لالتقاط ما فات من أخبار وإعادة ما خسرته «الوسط» من محتويات بسبب انقطاع الكهرباء. أجهزة الكمبيوتر والوكالات والفاكسات والمواد المحررة وغير المحررة كانت بحاجة إلى جمع وإعادة تحرير ومراجعة، في سباق مع الزمن.

وزير الكهرباء قال لي إن الوزارة لم تواجه فترة صعبة كالأيام الماضية، واعتذر عن تقديم مولد بديل لأن جميع المولدات استخدمت، ومحطة النقل الكهربائي من سعة 66 كيلوفولت في «المقشع» توقفت وتسبب ذلك في القطع المبرمج في قرى المحافظة الشمالية، وكل ذلك بسبب الطقس الذي مررنا به وهو أشد مما كان متوقعا.

الطاقة الكهربائية متوافرة، ولكن المشكلة في شبكة التوزيع التي كانت بحاجة إلى صيانة في السنوات الماضية، وأصبحت الآن لا تحتمل التمدد العمراني، وستحتاج البحرين ربما إلى سنتين أو ثلاث قبل أن تحصل على شبكة توزيع قادرة على تحمل الأعباء.

ليس بوسعي إلا أن أشكر كل العاملين في صحيفة «الوسط» الذين بذلوا ما في وسعهم للتعامل مع ظرف لم يمر علينا من قبل، كما أشكر كل من استجاب لنداءات «الوسط» من أجل المساعدة، وعلى رأسهم وزير «الكهرباء»، واستميح القراء الأعزاء عن أي تقصير أو تأخير سببه انقطاع التيار الكهربائي عن «الوسط» أمس.