العدد 1824 - الإثنين 03 سبتمبر 2007م الموافق 20 شعبان 1428هـ

سكاكين... ماذا بعد؟!

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

لقد ذهل جميع المتابعين للرياضة المحلية من حوادث مباراة الاتحاد والمحرق في دوري الشباب والتي شهدت في نهايتها اعتداء بسكين على أحد لاعبي نادي الاتحاد في منظر غريب لم تشهده ربما الرياضية البحرينية من قبل.

ومهما قيل من تبريرات أو تأويلات لهذا الفعل المشين فإنها لن تستطيع أن تصرف الأنظار عن المشكلة الأخلاقية البنيوية التي تعاني منها رياضتنا المحلية في ظل القاعدة القائلة: «من أمن العقوبة أساء الأدب».

نادي المحرق مطالب بوقفة صريحة من قبل إدارته لوقف التجاوزات المتكررة التي تحدث في مباريات فرقه ففي غضون أسبوع واحد فقط حدثت إشكالات في مباراة الفريق الأول أمام العربي الكويتي في بطولة الأندية الخليجية استدعت تدخل رجال الأمن في نهاية المباراة، كما أدت إلى عقوبات قوية بحق المحرق ولاعبه محمد سالمين، وحدثت إشكالات أيضا في مباراة فريق شباب النادي وصلت إلى حد لا يمكن لأحد تقبله.

وبغض النظر عن التبريرات أو من هو البادئ بالاستفزاز فإن ما هو واضح أن المحرق طرف دائم في كثير من الحوادث والشجارات محليا وخارجيا، إذ ليس بعيدا عنا حوادث مباراة المحرق والرفاع في نهائي كأس ولي العهد قبل عدة مواسم وغيرها الكثير من الحوادث التي لا حاجة لتعدادها.

المحرق صرح كبير ليس على المستوى المحلي فقط ولكن على المستوى الخليجي والعربي والآسيوي أيضا وهو ممثل دائم للبحرين في المحافل الخارجية، لذلك فإن إدارته مطالبة أكثر من أي إدارة أخرى بتصحيح عجلة الأمور وفرض شخصيتها على لاعبيها من خلال الجزاءات والعقوبات قبل أن يبادر الاتحاد أو أي جهة أخرى لمعاقبة المتسببين في الحوادث.

على المحرق المبادرة لأنه المعني بالأمر والمتضرر الأكبر معنويا وأخلاقيا في ظل تتالي الحوادث الغريبة والعجيبة والتي يصل فيها انفلات الأعصاب في منافسات رياضية إلى تهديد حياة الآخرين!

على المستوى الخارجي عادة ما تحسم اللجنة التنظيمية الخليجية أو الاتحاد الآسيوي أمر التجاوزات من خلال عقوبات مقررة ورادعة في حين أن الحال عكس ذلك تماما على المستوى المحلي الذي تتدخل فيه «الواسطات» وقرارات العفو بشكل يؤدي إلى تزايد الحوادث المؤسفة وانتقالها إلى مراحل درامية غير متوقعة.

الاتحاد البحريني لكرة القدم وفي بادرة استباقية منه - تنم عن ذكائه ودهائه ربما! - تنصل من كل مسئولية له عما حدث كما هي عادته دائما لكي لا يطالب بمواقف رادعة أو عقوبات هو غير قادر في الأساس على اتخاذها فضلا عن تنفيذها، واحتج بالقوانين واللوائح التي تنظم عمله وذلك في التصريح المنشور أمس في الصحف المحلية لأمين السر العام في الاتحاد أحمد جاسم.

هذا التنصل الاستباقي من قبل الاتحاد يبين العقلية العربية التي تهتم بالحجر قبل البشر وتجعل من الإنسان والرياضي في آخر سلم اهتماماتها لأن حياة الإنسان باعتقادهم ليست بتلك الأهمية أو القدسية!

في الغرب الذي لا يدين بالإسلام يحترم الإنسان ويوضع دائما في أعلى سلم الأولويات ومن دون أي نقاش، إذ ليس بعيدا عنا ما حدث في الموسم الماضي في الدوري الإيطالي عندما قتل أحد رجال الأمن وهو يؤدي عمله من قبل أحد مشجعي الأندية بشكل أدى إلى إيقاف كل مسابقات الاتحاد الايطالي لكرة القدم لحين التأكد من جميع الإجراءات الأمنية التي تضمن سلامة الجميع، لأن حياة المواطنين أهم من أي نشاط رياضي وإن كان هذا النشاط بأهمية الدوري الايطالي الذي يعتبر من بين الأقوى والأغلى على مستوى العالم، وكرة القدم في إيطاليا إحدى مصادر الدخل القومي المهمة لهذا البلد.

كل هذه الأهمية لكرة القدم الايطالية التي يتابعها ملايين المشاهدين في مختلف أنحاء العالم إلا أن الاتحاد الايطالي لم يتردد لحظة واحدة في اتخاذ قرارات قوية ورادعة من دون أن يتحجج بأن ما حدث كان داخل الملعب أو خارجه، قبل المباراة أو بعدها، شارك فيه اللاعبون أو لم يشاركوا، نصت قوانينه ولوائحه على عقوبات أم لم تنص، لأن الأهم بالنسبة إليه كان الإنسان وليس شيئا آخر!

المعروف عرفيا ومنطقيا وعقليا قبل أن يكون قانونيا أن أي جهة تنظم مسابقة أو حتى مظاهرة تكون مسئولة عن كل ما يحدث فيها وليست أول من يتنصل من هذه المسئولية تماما وكأن لا علاقة لها بالأمر من قريب أو بعيد!

الرياضة في البحرين غريبة وعجيبة وتدار بمنطق أعجب وأغرب منها، يجعلنا دائما بانتظار الأسوأ، فماذا يا ترى بعد معركة السكاكين؟! أفيدونا أفادكم الله...

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 1824 - الإثنين 03 سبتمبر 2007م الموافق 20 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً