محافظة خيبر جزء نفيس في المملكة العربية السعودية اكتحلت جبالها برؤية النبي (ص) وعلى الطائر الميمون تزوج من صفية بنت حيي. امتزجت تربتها بدم الشهداء من الصحابة (رض) في غزوة خيبر التي ساهمت نتائجها في انتشار الرسالة التي جاء بها نبينا الكريم (ص). تشعر وأنت تتجول بين آثارها ومآثرها بأنك تعيش التاريخ وتمشي على (بصماته) فيخيل إليك بأن الجبال والحصون والسدود والنقوش تتحدث إليك.
تبعد محافظة خيبر مسافة (170) كيلومتر شمالي المدينة المنورة، اشتهرت خيبر بحصونها وقلاعها، ذلك أن خيبر وجمعها (خيابر) تعني الحصن بلغة الأقوام السامية التي سكنت خيبر قديما، ويكاد يجمع المؤرخون القدماء والمحدثون على أن أول من سكن خيبر هم العماليق من العرب البائدة، وقيل إن معنى خيبر الأرض الخبرة أي طيبة الطين.
في المحرم من السنة السابعة للهجرة النبوية قاد النبي صلى الله عليه وسلم جيشا من المسلمين قوامه (1600) فرد منهم (200) فارس باتجاه (خيبر) بعد أن استبان له تورط يهودها في غزوة الأحزاب وللقضاء على وكر الفتنة والتآمر ضد الإسلام، وكان جيش اليهود بقيادة سلام بن مشكم قد تجمعوا داخل الحصون - علما أن هذه الحصون لا تقدر عليها الرجال لارتفاعها ووجودها على جبال تشبه الصخور العظيمة. كما أن الخيل لا تستطيع الصعود إليها - فكان القتال العنيف المرير حول الحصون وسقطت حصنا حصنا واستسلم اليهود بشرط حقن دمائهم فأبقاهم (ص) على أرضهم على أن يكون لهم ثمرها مقابل عملهم فيها، وبدأ نور الإسلام ينتشر بعد هذه الغزوة التي انتصر فيها المسلمون رغم استشهاد أكثر من خمسة عشر صحابيا وقيل واحد وعشرون. وقد برز في هذه الغزوة الإمام علي بن أبي طالب (ع) الذي قتل مرحب بطل قلعة خيبر.
الزميل أمير هلال كان قبل أكثر من خمس سنوات في زيارة لمنطقة خيبر، والتقطت عدسة كاميراته تلك الصور التي خص «ألوان الوسط» بها.
العدد 2269 - الجمعة 21 نوفمبر 2008م الموافق 22 ذي القعدة 1429هـ