الصحافيون هم الأقدر على وصف معاناة المواطنين من انقطاعات الكهرباء، لأنهم في الواقع يقومون بدور المسئول الذي يتهرب من الرد على اتصالات أعضاء المجالس البلدية، فالمتصل يعتقد أن بيدهم الحل السحري لإنقاذه من حرارة الصيف اللاهبة، بينما الواقع يؤكد أن الحل الجذري للمشكلة مفقود.

المواطن يضطر للبقاء في منزله لساعات من دون كهرباء، ليس لأنه راغب في تعذيب نفسه وأهله، ولكنه إن فكر في الذهاب إلى منزل أحد أقاربه، فعليه أن يجلب جميع احتياجاته من ملابس وغيرها، وأن يتأكد من وجود غرف في المكان الذي سيذهب إليه لاستيعاب 5 أو 7 أفراد، وإذا افترضنا أن ذلك كله تحقق ولم يبق سوى أن يدير سيارته، فإنه - للخصوصية التي يمتاز بها المجتمع البحريني - سيتحرج من الأكل والشرب والمبيت مع أسرته خارج مسكنه. مشكلة الانقطاعات الحاصلة في بعض المناطق لا تحصل ليوم أو يومين ومن ثم تنتهي، ولكنها تستمر لأسبوع، ما يؤدي إلى تفاقم معاناة الكثير من الأسر التي تفقد أجهزتها الكهربائية والإلكترونية، وتتلف موادها الغذائية المجمدة، وإذا ما عرفنا أن غالبية أفراد هذا الشعب من ذوي الدخل المحدود، فلنا أن نقدر حجم الضرر.

تتوقف حياة الإنسان على الكثير من الأمور المتعلقة بالكهرباء، وبالتالي لن يستطيع أن يرتقي إلى طموح الدولة في التنمية والتطور إذا بات في الحر وإضطر إلى الذهاب إلى العمل نعسانا في اليوم التالي.