العدد 1823 - الأحد 02 سبتمبر 2007م الموافق 19 شعبان 1428هـ

أحلام بوش بـ «الإيثانول» ترفع أسعار الذُرة

عندما يشعل الأميركيون نيران شواياتهم في حفلات نهاية الصيف على مدى الأسابيع القليلة المقبلة ستخيم عليهم سحابة في شكل ارتفاع للأسعار يشمل الدواجن والضلوع وشرائح اللحم.

ويرجع هذا إلى الارتفاع المتزايد في أسعار الذرة والتي لا تستخدم كطعام للحيوانات فحسب بل تعد مكونا أساسيا في صناعة الإيثانول في الولايات المتحدة.

وكان الرئيس بوش قد أطلق العنان لشعبية الإيثانول عندما أعلن عزمه تقليل اعتماد الولايات المتحدة على النفط الأجنبي، ما أدى إلى تضاعف أسعار الذرة عن مستوياتها العام 2005 نتيجة لزيادة الطلب.

وليس من الغريب انتشار محطات تكرير الإيثانول بصورة كبيرة وخصوصا في ولايات حزام الذرة في الوسط الغربي بأميركا، فقد بلغ عدد محطات تكرير الذرة حتى مايو/أيار الماضي إلى 120 محطة تكرير فضلا عن 75 محطة أخرى قيد الإنشاء.

ويحلم البيت الأبيض بمستقبل باهر للوقود البديل، فقد حدد الرئيس الأميركي في خطاب حالة الإتحاد في يناير/كانون الثاني الماضي هدفا وهو تقليل استهلاك البنزين في أميركا المعروفة بعشقها للسيارات بنسبة 20 في المئة في السنوات العشر المقبلة معتمدا بصورة كبيرة على الإيثانول وبدائل أخرى من الوقود.

ويستخدم حاليا الإيثانول بصورة كبيرة مع الجازولين ولكنه يمثل 3,5 في المئة فقط من حجم استهلاك الوقود السنوي. وسيتطلب الوصول إلى المستهدف وهو نسبة 15 في المئة توفير 133 مليار لتر.

وفي العام الماضي تم استهلاك خمس إنتاج الولايات المتحدة من الذرة في تصنيع الإيثانول مقارنة بـ12 في المئة منذ عامين. كما ارتفعت أسعار القمح وفول الصويا بسبب تحول المزيد من الأراضي إلى زراعة الذرة بدلا عنها.

وقال مدير مركز سياسة تسويق الغذاء في جامعة كونتيكت رونالد كوتريل لصحيفة «الواشنطن بوست»: «إن أي شخص على علم بالتسويق في سوق الذرة يعلم أن رفع سعر الذرة يخلق مشاكل في الأسواق كافة التي تستخدم الذرة».

ولا تستخدم الذرة علفا للدواجن والخنازير والماشية فحسب ولكن تستخدم في صنع شراب الفركتوز الذي يستخدم في تصنيع الكعك والمشروبات الخفيفة. وقد خفضت شركة «هيرشي» لصناعة الشوكولاتة من عائداتها المتوقعة بسبب ارتفاع أسعار الألبان كما رفعت شركة «كلوقز» لصناعة رقائق الذرة من أسعار منتجاتها.

ولم تقتصر ظاهرة ارتفاع السلع الغذائية على الولايات المتحدة، فقد أعلن صندوق النقد الدولي في تقرير صدر في بداية هذا العام أن العام الماضي شهد ارتفاع أسعار السلع الغذائية عالميا بنسبة 10 في المئة ويرجع ذلك بصورة كبيرة إلى ارتفاع أسعار الذرة والقمح وفول الصويا.

وجاء على رأس أسباب هذه الزيادة تراجع إنتاج المحاصيل في بعض الدول وزيادة الطلب على الوقود الحيوي في أميركا.

وتوقع تقرير صندوق النقد أن تؤدي زيادة الطلب على الوقود الحيوي إلى ارتفاع أسعار الذرة وفول الصويا.

وفي المكسيك كانت نتائج ارتفاع أسعار الذرة أكثر مأسوية فقد تضاعفت كلفة إنتاج خبز «التورتيلا» المكسيكي الذي يصنع من الذرة ويعتبر الوجبة الرئيسية لخمسين مليون شخص من محدودي الدخل في البلاد. وأجبرت الحكومة على التدخل وكبح جماح الأسعار.

وقالت مجلة «الايكونوميست»: «إن هناك دليلا الآن على أن وقود الإيثانول الذي يصنع من الذرة ليس أكثر نظافة ولا أقل كلفة مشيرة إلى أن الوقود الحيوي ينتج 1,5 وحدة طاقة مقابل كل وحدة طاقة تستخدم في إنتاجه».

وقال المعهد الدولي للتنمية المستدامة: «إن الدعم الحكومي يتراوح بين 5,5 مليارات دولار و7,3 مليارات دولار في العام».

وقالت «الايكونوميست» إن الإيثانول المستخرج من قصب السكر ينتج طاقة أكثر من المستخدمة في زراعته وتعتبر البرازيل أكبر منتج له في العالم في حين قامت واشنطن بوضع ضريبة جمركية على الإيثانول المستخرج من قصب السكر.

وأوصت المجلة بأن «على الولايات المتحدة التخلص من هذه السياسة السخيفة فإذا ما توقفت عن فرض ضريبة على الإيثانول الجيد ودعم الإيثانول السيئ، فسيزدهر الأول ويتراجع الآخر وسيصبح العالم أكثر خضرة ويصبح دافعوا الضرائب الأميركيين أكثر ثراء».

العدد 1823 - الأحد 02 سبتمبر 2007م الموافق 19 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً