يبدو الفرنسي دومينيك ستروس الأوفر حظا لتولي إدارة صندوق النقد الدولي، المؤسسة التي تنتقد الدول الناشئة آلية عملها مطالبة بان تؤدي دورا ينسجم مع ثقلها الاقتصادي.
وبعدما انتهت مهلة تقديم الترشيحات الجمعة، سيتم الاستماع إلى المترشحين لخلافة الإسباني رودريغو راتو اعتبارا من بداية سبتمبر/أيلول، لكن عملية الاختيار قد تستغرق أسابيع عدة.
ويبدو أن وزير المال الفرنسي السابق (58 عاما) يتقدم على منافسه التشيكي جوزف توسوفسكي (56 عاما) في اللحظة الأخيرة، وخصوصا أن الولايات المتحدة اعتبرت أن ترشيح الاتحاد الأوروبي لستروس كان «يتسم بالصلابة».
وقال مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية فيليب هوغون: «إن إمكان اختيار دومينيك ستروس كان كبيرا، أولا لكفاءته وثانيا للدعم الذي يحظى به من بعض الدول المهمة».
بدوره، رأى المستشار في مركز الدراسات والمعلومات الدولية ميشال اغلييتا أن الفرنسي يتمتع بـ»غالبية ساحقة إلا إذا تبدل الموقف الأميركي».
وعلى رغم أن المسئول الاشتراكي حظي بدعم أطراف كثر، وخصوصا في إفريقيا، خلال جولة عالمية، فانه لا يتمتع بإجماع. فالصين والهند المطالبتان بدعم ستروس كان، لم تقدما إليه حتى الآن دعما رسميا.
أما روسيا فأعلنت بوضوح رفضها ترشيح الفرنسي عبر ترشيحها في نهاية أغسطس/آب مصرفيا سابقا يدير حاليا في بال معهد الاستقرار النقدي.
وأوضح هوغون أن ستروس كان يواجه أيضا معارضة ضمنية من بريطانيا، بدليل انتقاده في مقال افتتاحي شديد اللهجة نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز» الاقتصادية.
وأضاف هذا الخبير أنه بعد باسكال لامي في منظمة التجارة الدولية وجان كلود تريشيه في المصرف المركزي الأوروبي، لا ترغب لندن في أن يتولى فرنسي رئاسة منظمة دولية أخرى.
ومهما كان مرشحها، أعربت الدول النامية أو الناشئة عن رغبتها في تطوير صندوق النقد الدولي، على أن يبدأ ذلك بعملية اختيار مديره العام.
وفي هذا السياق، أجمعت تلك الدول على رفض القاعدة غير المكتوبة التي تقضي بأن تعين أوروبا المدير العام لصندوق النقد فيما تختار الولايات المتحدة رئيس البنك الدولي.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الفا عمر كوناري: «ثمة إصلاحات عميقة ينبغي إجراؤها داخل هذه المؤسسات، وطبعا التخلي نهائيا عن تلك القاعدة التي تقرر أن هذا المنصب تحتفظ به هذه الدولة أو هذه المنطقة لأن هذا الأمر لا يعكس واقع القوى في العالم».
وأيد رئيس مجموعة الدول الكبرى في منطقة اليورو جان كلود يونكر هذه المطالب، معتبرا أخيرا أن دومينيك ستروس كان سيكون «بالتأكيد آخر أوروبي يتولى إدارة صندوق النقد الدولي في المستقبل المنظور».
وبذلك، ستكون مهمة المدير الجديد للمؤسسة إعادة الاعتبار للقوى الاقتصادية الجديدة.
والواقع أن الاصلاحات التي بدأها رودريغو راتو لم تترجم بعد، فيما يزداد عدد الدول التي تقرر الاستغناء عن مساعدة الصندوق بعدما تركت نصائحه صدى سيئا في آسيا وخصوصا في أميركا اللاتينية.
العدد 1823 - الأحد 02 سبتمبر 2007م الموافق 19 شعبان 1428هـ