افتتح وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة رسميا مشروع «جنة دلمون المفقودة» الذي كلف 50 مليون دولار والذي يعد أكبر حديقة مائية في الشرق الأوسط. والمشروع هو أحد المكونات الرئيسية للمرحلة الأولى من مشروع العرين التطويري الذي تفوق كلفته 1,3 مليار دولار.

وتمتد«جنة دلمون المفقودة» التي تعد أحدث وأكثر حديقة مائية متطورة تقنيا في الشرق الأوسط، على مساحة تبلغ نحو 77 ألف متر مربع في المنطقة الجنوبية بالقرب من جامعة البحرين وتحتوي على العديد من اللعب المائية وبرك السباحة. ويعمل في المشروع نحو 150 شخصا يمثل البحرينيون 40 في المئة. وتم تصميم المشروع من قبل شركة سيم ليجر الماليزية التي تعتبر من أكبر الشركات في العالم لتصميم وإدارة الحدائق المائية والترفيهية وتدير العديد من المنتزهات. كما تم تجهيز معداتها بواسطة شركة وايت واتر ويست الكندية، وهي أحد أهم الشركات العالمية المتخصصة في تصنيع وتجهيز الحدائق المائية.

نائب رئيس مجلس إدارة شركة العرين القابضة عصام جناحي أعرب في بيان عن الفخر لافتتاح احدث مقصد للمتعة والسياحة في مملكة البحرين, وقال «إن منتجع بنيان تري الصحي الصحراوي - العرين يعتبر أكثر المنتجعات خصوصية وفخامة في المنطقة، في حين تعتبر الحديقة المائية (جنة دلمون المفقودة) أكبر حديقة مائية في الشرق الأوسط، ويشكلان مزيجا ملائما لجميع الأعمار».

وأضاف «نحن على ثقة من أن الحديقة المائية «جنة دلمون المفقودة» ستصبح من أهم وجهات السياحة والترفيه في المنطقة». وتشكل الحديقة المائية «جنة دلمون المفقودة» المكون الثاني ضمن مشروع العرين التطويري الذي تفوق قيمته 1,3 مليار دولار أميركي ويمتد على مساحة تصل إلى 2 مليون متر مربع, وسيعزز مشروع العرين من سمعة مملكة البحرين كوجهة رئيسية للسياحة العائلية الفاخرة.

وتستمد الحديقة المائية فكرتها من التاريخ الغني للبحرين، عندما كانت مركزا لحضارة دلمون قبل 4000 عام، والتي عرفت بينابيعها الطبيعية المنتشرة بكثرة في الجزيرة، التي كانت تعتبر مصدرا للحياة الخالدة.

رئيس مجلس إدارة الحديقة المائية جنة دلمون المفقودة مهند حمد قال إن «الحديقة المائية ستستهوي الجميع وتحظى بتصميم فريد يساعد على استقطاب العائلات ويشكل روادها مزيجا رائعا من المواطنين البحرينيين والسياح من دول الخليج المجاورة ومن جميع أنحاء العالم».

وأضاف «أن الحديقة مهيأة لاستقبال نحو 5000 زائر يوميا» وتوقع أن يزور الحديقة نحو 200 ألف زائر سنويا».

وتضم الجنة المفقودة 14 لعبة وزلاجة تبث المرح والمتعة في نفوس أفراد العائلة كافة طوال اليوم. وتنقسم الحديقة إلى 6 مناطق بالإضافة إلى مطعم ومقهى. وقال بيان رسمي «إن ديلمو ودلما هما شخصيتان مرحتان ترمزان إلى الحضارة البحرينية القديمة وسيقومان بتحية الجمهور عند دخولهم إلى الحديقة. والسوق هي منطقة بيع بالتجزئة تقع في مدخل الحديقة على مساحة 1000 متر مربع وتعرض أشهر البضائع والهدايا التذكارية وملابس السباحة وإكسسوارات المسبح وكل ما يحتاجه المرء لقضاء يوم جميل وممتع في الحديقة». وذكر حمد «تحظى الحديقة المائية بأماكن جذب فريدة مثل بئر دلمون الإرتوازي الذي يعيد إلى الذاكرة فخامة الآبار التاريخية في البحرين. إنها ملاذ مثالي تقصده العائلة للاستجمام إذ زود بمقاعد مظللة حول المسبح وجاكوازي ونوافير مساج فوارة في واحة أشبه بمسبح كبير. كما تحتوي الحديقة على أكبر بركة أمواج في الشرق الأوسط، والوحيدة المزودة بشاطئ رملي».

وتحظى الحديقة بمعالم كثيرة فائقة الجمال مثل بئر دلمون الارتوازي. ويلفت الانتباه لوحة فنية أخاذة تحيط بالمسبح وتجسد آثار دلمون في انسجام رائع مع مناظر طبيعية شاسعة واستراحات مظللة. وتتوفر للأطفال أماكن مائية فسيحة مزودة بتشكيلة واسعة من الألعاب صممت بصبغات ثقافية متنوعة وزلاجات ورشاشات مائية وستائر مائية ومفاتيح ودورات ومقابض لتوجيه مجموعة من النوافير والرشاشات والتحكم فيها.

ويقول مسئولون إنه يمكن للمرء مشاهدة نهر أشبه ما يكون بمسار استكشاف طبيعي تتموج مياهه حول الحديقة المائية بأكملها قرب مسبح الأمواج ليجتاز مجموعة من الأنفاق المصممة بصبغات ثقافية متنوعة زخرفت جدرانها بأعمال وكنوز فنية مستوحاة من الماضي الجميل وتكتمل متعتها مع مؤثرات الصوت والضوء.

ومن المميزات التقنية الفريدة التي تحويها الحديقة حصول كل زائر على «رابطة المعصم» خاصة به تتميز بتقنيتها العالية التي لا تحتاج إلى التعامل بالنقد إذ يتوافر بها رصيد يمكن تعبئته من محطة إعادة الشحن بالحديقة وتخصم قيمة المعاملات التي يجريها الزائر داخل الحديقة مثل الطعام والشراب والبضائع والخزانات الإلكترونية من حساب الزائر مع استرداد الحساب غير المستخدم في نهاية الزيارة.

المدير العام للحديقة المائية باول بلانت قال «لقد تم تجهيز الحديقة بنظام ترشيح مياه متكامل يعمل تلقائيا وفق أرقى المستويات ويلتزم بمعايير منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بصحة وسلامة المياه في جميع الأوقات ما يساعد على تقليل الآثار البيئة للحديقة. كما يتوفر بالحديقة وفي جميع الأوقات طاقم إنقاذ يضم 70 شخصا معتمدين دوليا». وستتمكن العائلات من الاستمتاع بأكبر حديقة مائية في الشرق الأوسط طوال أيام الأسبوع بما في ذلك شهر رمضان. وستفتح الحديقة لمدة تسعة أشهر في العام وتغلق أثناء الشتاء. وتبلغ رسوم الدخول للحديقة 12 دينارا للأشخاص البالغين وثمانية دنانير للأطفال.

وتضم الحديقة طاقم إنقاذ مؤهل يبلغ بين 50 على 70 شخصا يوميا ومركز إسعافات أولية ونظام مياه أتوماتيكي للحفاظ على مستويات صحية عالمية بالإضافة إلى نظام ترشيح مياه متكامل. وقد تأسست شركة العرين في منتصف العام 2004 كشركة مساهمة مملوكة لحكومة البحرين والمصرف الإسلامي بيت التمويل الخليجي إلى جانب مستثمرين في المنطقة.