العدد 1822 - السبت 01 سبتمبر 2007م الموافق 18 شعبان 1428هـ

قراصنة الهواتف الجوالة

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تمكن فتى من ولاية نيوجيرزي الأميركية من فك شفرة الحماية للهاتف الجوال «آي فون» (iPhone) الذي أنتجته شركة «أبل» ، فاتحا المجال بذلك لاستخدام هاتف شركة أبل (Apple) المحمول الشهير عبر شبكة للخدمات الهاتفية غير أميركية.

فقد أكدت وكالة «الأسوشييتد برس» أن جورج هوتز (17 سنة) تمكن من اختراق الشفرة التي تغلق الـ «آي فون»، واستخدامه للاتصال عبر شبكة تي موبايل (T-Mobile) الشركة الأجنبية المنافسة لمقدم الخدمات الأميركي «ايه تي أند تي» (AT&T) . وقال الفتى القرصان إن عملية فك الشفرة استغرقت ساعتين وتطلبت بعض المؤهلات في اللحامة والتعامل مع البرمجيات. وقال هوتز إن الخطوة الثانية هي التمكن من فك شفرة «آي فون»، عبر استخدام البرامج الحاسوبية فقط.

لقد كان البعض يتوقع تعرض «آي فون» لمثل هذه القرصنة، فقبل عامين حذّر خبراء في أمن المعلومات الحاسوبية خلال مؤتمر دولي منعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور من أن الجيل الأحدث من الهواتف المحمولة معرّض لاختراق قراصنة المعلومات الذين يطلق عليهم «الهاكرز». وأوضح الخبراء أن وجود ثغرات في برنامج هذه الأجهزة قد يسمح للقراصنة بالدخول إلى الهاتف وتصفح دفتر العناوين الهاتفية باستخدام جهاز تحكم عن بعد بل والتنصت على المكالمات.

وبحسب منظم المؤتمر دايلان اندرو، فان المستخدمين قد يتعرضون لسرقة معلوماتهم الشخصية أو يتم التنصت على مكالماتهم.

من جانبه ، أوضح مدير الأمن اللاسلكي في شركة ماكافي سال فيغيروس أن الخطر يأتي من الشفرة المكتوبة بشكل سيئ والتي يمكن أن يكون لها عواقب غير مقصودة. وأضاف « الخطر ضئيل للغاية، ولكن هناك خطر فعلا. لا اعتقد أن هناك حاجة للمبالغة في تحذير الناس، ولكن عليهم أن يبدأوا بالطلب من شركات الهواتف تزويدهم بالحماية اللازمة « .

لقد باتت أخبار قرصنة الحاسوب والهواتف النقالة تحتل مساحات أوسع في أوعية الإعلام مع إتساع نطاق انتشار الحاسوب وتطور تطبيقاته. فقبل عامين واجه مواطن أميركي من لوس أنجليس حكما بالسجن 50 عاما؛ بسبب أعمال قرصنة الحواسيب كسب منها عشرات الآلاف من الدولارات. وقد استطاع جانسن جيمس آنتشيتا (20 عاما) السيطرة على آلاف الحواسيب عبر برنامج (بوت) الذي يتيح السيطرة عن بعد على حاسوب الضحية وتخريب نظمه، وتسييره كما لو كان إنسانا آليا (روبوت)، ويغرقه بالآلاف من رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيها، إضافة إلى إعلانات تجارية لمنتجات.

ولم تكن الحواسيب الشخصية هي الضحية الوحيدة ، فقد أوقع آنتشيتا كذلك بحواسيب تابعة لقاعدة عسكرية أميركية في منقطة (تشاينا لايك) بكاليفورنيا وحتى في وزارة الدفاع الأميركية.

وهؤلاء الذين أصبح يطلق عليهم قراصنة الكومبيوتر، هم وببساطة مبرمجون ذوو خبرة، لكن وسائل الإعلام أعادت صوغ مصطلح (هاكرز) ليصف أولئك بالإرهابيين الذين يسددون ضرباتهم إلى غيرهم من خلال اقتحام أنظمة أجهزة الحاسوب وتشويه مواقع الشبكة وإحداث فوضى في العالم الواقعي.

ويطلق المقرصنون الحقيقيون على أولئك الأشخاص اسم (المتلصصين)، واليوم ثمة معركة دائرة الآن بين المسئولين عن ابتكارات تقنية المعلومات وبين أولئك الساعين إلى تخريبها أو التقليل منها.

وقد اكتشف خبراء الأمن أكثر من 2500 خلل وعيب أمني في برمجيات تشغيل الكمبيوتر ما يجعل الكثير من المؤسسات بحاجة للمساعدة لتحديد أولوياتها في التصدي لتلك المشكلات.

وثمة معركة أخرى تدور الآن بين المبتكرين من جهة والمجرمين من جهة ثانية في ميدان التجارة والعمل، وبدأ الكثير من الشركات والمنظمات الاعتماد على البريد الإلكتروني للبقاء على اتصال دائم مع الزبائن والمجهزين، وأصبح بمقدور الدوائر الحكومية تقديم خدماتها عبر الشبكة العالمية تماما مثلما أصبح بمقدورك أنت زيارة مصرفك أو محلات التسوق المفضلة لديك وأن تحجز في مكان ما لقضاء عطلتك الشخصية بمجرد الضغط على مجموعة من المفاتيح الموجودة في لوحة مفاتيح حاسوبك الشخص، أو هاتفك الجوال.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1822 - السبت 01 سبتمبر 2007م الموافق 18 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً