لا نبالغ حين نصف بعض الأعضاء البلديين في المجالس البلدية الخمسة بأنه كالأطرش الذي يحضر حفل الزفاف ولا يدري «وين الله حاشرنه»! هذا هو حال بعض البلديين الذين دخلوا التجربة البلدية لأنهم سيكونون أعضاء ولهم صيت وشأن، بالإضافة طبعا إلى حصولهم على مدخول لم يكن ليحلموا به حتى في أحلامهم الحمراء!
تراهم يترحلون بملفاتهم من البيت إلى المجلس من دون أن يعرفوا أين سيذهبون بهذه الملفات، أو لربما لو رآهم بعض الأهالي سيقولون هذا العضو «ذابح روحه من الشغل»، والواقع أن هذا العضو مجرد ظاهرة صوتية لا يعرف إلا الكلام ولا غير الكلام... قد يقول البعض إننا نبالغ في وصف الأعضاء الفاشلين في تجربتهم الأولى، فبعد مرور هذه الفترة وانقضاء الدور الفائت وحل علينا الدور الحالي لم يستطع بعض الأعضاء – نعني بهم الطرشان - أن يحققوا أي منجز على أرض الواقع بل زادوا «الطين بلة» ولم يقدموا إلا إخفاقا على إخفاق، ويا لحظ الأهالي العاثر الذين بلاهم الله بعضو أطرش في التجربة السابقة وبلاهم بعضو أصمخ في هذا الدور!
وبطبيعة الحال، فإن وصف الطرشان لا ينطبق على جميع الأعضاء البلديين، فهناك أعضاء واجهوا صعوبات حين انخرطوا بالعمل البلدي، ولكنهم اليوم أفضل بكثير حتى من الأعضاء ممن سبقوهم في التجربة وتجاوزوهم بمئات الأميال... ولن أكون مبالغا حين أقول إن بعض الأعضاء وجد في المجالس فرصة للحصول على الجاه والمال، ولن أقسو حين أقول إن كثيرا من الأعضاء لم يقدموا لنا الجديد وعليهم أن يعيدوا النظر في أنفسهم ليروا ما قدموا لأنهم مسئولون أمام الله أولا وأمام الناس الذين منحوهم الثقة وأعطوهم أصواتهم.
وعلى رغم أن التجارب تبنى تباعا كما يُقال، وتتشكل من سابقتها، إلا أن تجربة بعض المجالس السابقة زادت الأمور تعقيدا لأن أعضاءها كانوا فاشلين بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وجاءهم أعضاء فاشلون وربما يفوق فشلهم فشل من سبقهم...
إنه ليس بهجوم على أعضاء المجالس البلدية، وليس بهجوم على ما قدموه لنا، ولكننا نطمح إلى مجالس تساهم في الرقي بالبيئة وتعكس عملها على أرض الواقع لا أن تعكس عملها على صفحات الصحف اليومية.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1821 - الجمعة 31 أغسطس 2007م الموافق 17 شعبان 1428هـ