العدد 1821 - الجمعة 31 أغسطس 2007م الموافق 17 شعبان 1428هـ

قاسم:لا سند دينيا أو عقليا للاقتتال بين طوائف المسلمين

أكد أن فهم الدين بصورة صحيحة حل للطائفية

أكد الشيخ عيسى قاسم في خطبة الجمعة بجامع الإمام الصادق في الدراز أن «من المؤكد أن الصراع والاقتتال بل سند من دين، ولا عقل، ولا مصلحة وطنية، الصراع والاقتتال بين طوائف المسلمين كاذب من ادعى أن له سندا من دين أو عقل ومصلحة»، مشيرا إلى أنه «إذا وجد مذهب يؤسس للفتنة والاقتتال فهذا يكشف عن زيفه»، منوها إلى أن «كل التكاليف الاجتماعية التي يتكلم عنها القرأن الكريم، والسنة المطهرة، هي موجهة إلى هذا المجتمع المسلم، التكاليف الاجتماعية التي يقوى بها الإسلام ويحافظ بها عليه تمثل جميع المسلمين حتى الفساق منهم».

واعتبر قاسم أن «كل المجتمعات العقلائية تعمل على رأب الصدع و توحيد الصف ولو من أجل المصالح المشتركة، المصلحة الوطنية في مهب الريح مع الفتنة والاقتتال، المصلحة الوطنية لا يمكن أن تنحفظ إلا بالتقارب والتعاون على الخير»، وتحدث بعدها قاسم عن الأرضيات للتقارب، متسائلا «ما هي الأرضيات للتقارب؟، أولها الحس الوطني، هل الحس الوطني هو الأرضية الأصلح لأن يقوم عليه التقارب و التعاون على الخير؟»، مشيرا إلى أن «الأخذ بمبدأ الحس الوطني واعتماده للوحدة أو التقارب يعني إلغاء للمذهبية، وأن يكون الولاء للوطن ولو على حساب المذهب، وهذا لا يقبله اصحاب المذاهب»، مضيفا «اذ تتصادم مصلحة يتصور أنها مصلحة وطن مع أساسية من أساسيات أحد المذاهب، وأصحاب ذلك المذهب غير مستعدين للتضحية بأساسية من أساسيات المذهب»، موضحا «والحس الوطني يعني أن كل الحسابات على هذا الحس وعلى هذا الانتماء وعلى هذه المصلحة، ولو كان في ذلك تحطيم السني خارج الوطن أو الشيعي خارج الوطن».

وقال قاسم ان الأرضية الأخرى المطروحة هي «الحس القومي وفيه إلغاء للمذهبية وأمامنا حالة التعدد القومي في الوطن الواحد، فكيف نفعل؟»، مشيرا إلى ان «هناك أرضية اخرى وهي التوجه العلماني وهذا ما يطرح في الصحافة أحيانا من أنه منقذ من الطائفية، والتوجه العلماني معناه إلغاء الانتماء المذهبي او ضعفه امام الحالة العلمانية ومقتضياتها»، ومعتبرا التوجه العلماني «تعصب من نوع جديد نراه مدمرا في تركيا، وتشن العلمانية حروبا داخلية لإسقاط حكومات في تركيا، فالعلمانية إذا أخرجتنا من عصبية تدخلنا في عصبية جاهلية أخرى».

وأكد في نهاية خطبته أن الفهم الديني الصحيح هو الفهم الداعي للوحدة، معتبرا أن «هناك فهما سيئا للدين وهذا لا يصلح أرضية للتقارب وإنما هو منبع التباعد والفتنة والاقتتال، مذهب يمتهن الفتنة والقتل والسفك للدم المسلم لو وجد فلابد لاتباعه أن يراجعوه، منوها إلى أن «الفهم الديني الصحيح الداعي للوحدة، والداعي للتعاون على الخير، الداعي للعدل والإحسان، وعدم التعاون على العدوان». وختم قاسم حديثه باستنتاج أن «إنهاء الطائفية التي تعني البغضاء والإقتتال بين المسلمين يتوقف على شيء واحد وهو أن نفهم الدين بصورته الصحيحة».

العدد 1821 - الجمعة 31 أغسطس 2007م الموافق 17 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً