أكد خطيب الجمعة في جامع سار الكبير الشيخ جمعة توفيق أن «من النعم والفضل ما تنعم به البلاد من تطور يشهد له القاصي والداني وذلك من فضل الله تعالى علينا»، مضيفا «ولقد منّ الله تعالى على البلاد بعودة صاحب الجلالة بصحة وعافية ليكمل مسيرة الخير والعطاء، صاحب الجلالة الذي له فضل بعد الله تعالى في ما وصلت إليه البلاد من رقي فكري وعمراني وحضاري».

وتحدث توفيق في خطبة الجمعة عن العودة إلى المدارس والمصاعب التي ستواجه أولياء الأمور في توفير متطلبات الأبناء والبنات، مشيرا إلى أن «أيام تفصلنا عن بدء صور من المعاناة عند الكثير من البيوت، معاناة في توفير متطلبات الدراسة من قرطاسية وملابس، نعم هي معاناة، ففي بعض البيوت لا يجد رب الأسرة ما يكفي لتغطية الكلف، معاناة في توفير الملابس الخاصة بالدراسة»، متسائلا «ماذا يفعل من لديه ثلاثة أو أربعة أبناء وفي مستويات دراسية مختلفة؟ وهذه الوقفة تدعونا لنعمل بمبدأ إسلامي شرعه الله تعالى في الأمة المحمدية»، مؤكدا أن «التعاون لسد حاجات هذه الأسر من البر والتعاون على الخير، بل وتجديد لنظام التكافل الاجتماعي».

وأشار توفيق إلى «إننا نحمل همّ دراسة الأبناء وهمّ كلف الدراسة، وهمّ تخرجهم، وهمّ مستقبلهم، ولكننا نسينا همّا أعظم من هذا وهو هم الأمة الإسلامية، ولعل السؤال الذي نريد طرحه هو: ماذا تهدف من وراء دراسة الأبناء؟ ما الهم الذي تحمله للأمة لتحمل أبناءك على الدراسة؟ (...) لعل الإجابة محيرة عند بعض المسلمين، ولنساعدهم على الإجابة نقول: «الأمة بحاجة إلى الأطباء المسلمين الذين ينقذون أرواح الناس، هل علمتم بأن بعض الجهات في بعض الدول لا يستخدمون طرق العلاج المتبعة بل يقطعون أطراف المسلمين بحجة العلاج ويشوهون أجسادهم؟ انظروا إلى أفغانستان»، متسائلا «هل علم الأبناء معاناة المسلمين في الاقتصاد والذي يسيطر عليه أعداء الأمة؟ وهل أخبرنا الأبناء بأن الأمة بحاجة إلى قادة سياسيين يخططون لمستقبل الأمة وعلماء ربانيين يحكمون شرع الله تعالى ودعاة مصلحين ينصحون ويصححون ما انحرف من الفكر والمنهج؟»، معتبرا أن «كل هذه هموم يجب أن تنقل ويعرفها الأبناء، ولا نقول: لا نريد أن نقحم أبناءنا بمشكلات الأمة فمازالوا صغارا أو شبابا، ومن قال بهذه المقولة إنما هو في وهم ولا يحمل أي همّ».