تعد تركيا أحد أقطار الشرق الأوسط، وهي همزة الوصل بين قارتي أوروبا وآسيا، وتقع ما يقرب من 33 في المئة من مساحة البلاد في أقصى الطرف الشرقي من جنوبي أوروبا ويطلق عليه اسم «تراقيا»، وتقع مدينة اسطنبول أكبر المدن التركية في هذا الإقليم. أما الجزء المتبقي من مساحة تركيا وهو 77 في المئة من جهة الشرق فيغطي مساحة واسعة من شبه جزيرة جبلية يطلق عليها اسم «الأناضول» أو آسيا الصغرى، وتحد تركيا كل من بلغاريا من جهة الشمال الغربي، واليونان من جهة الغرب، وأرمينيا وأذربيجان وجورجيا وإيران من جهة الشرق، والعراق وسورية من الناحية الجنوبية.
نبذة تاريخية
كان الأتراك السلاجقة أول من حكم تركيا، وهم قوم مسلمون قدموا من أواسط آسيا شرقي بحر قزوين، وتمكنوا خلال القرن الحادي عشر الميلادي من غزو منطقة الأناضول، واستطاعوا في العام 1701 من تدمير القسم الأعظم من مظاهر القوة البيزنطية في الأناضول في موقعة ملاذكرد.
ومنذ ذلك التاريخ حل الدين الإسلامي واللغة التركية محل المسيحية واللغة اليونانية، وذلك على نحو تدريجي، ودامت امبراطورية الأتراك السلاجقة حتى العام 1243، ثم تعرضت لغزو المغول، ثم تمزقت امبراطورية المغول وانهارت وتفرقت أشتاتا، وبدأت جماعة من الأتراك يطلق عليها «العثمانيون» إنشاء دولة ضخمة حتى تمكنوا في العام 1326 من الاستيلاء على مدينة بورصة في منطقة الأناضول التي أصبحت فيما بعد عاصمة الدولة العثمانية، ثم استولت جيوش العثمانيون بقيادة محمد الثاني على القسطنطينية التي تم تغيير اسمها فيما بعد إلى إسلامبول (اسطنبول) حاليا.
مناخ متباين
يتباين المناخ من إقليم إلى آخر في تركيا، حيث يكون الشتاء معتلا وممطرا في كل من تراقيا والمناطق الساحلية التي تقع جنوبي هضبة الأناضول وغربها، على حين يتميز فصل الصيف في هذه الأنحاء بالحرارة والجفاف، وترتفع درجة الحرارة في الصيف على سواحل بحر إيجه.
أما في سواحل البحر الأسود فموسم الصيف يكون أقل حرارة، وهذا المناخ المتعدد من إقليم إلى آخر جعل تركيا من الدول التي تستقبل السياح على مدار العام، فشواطئ البحر المتوسطة تمتاز بالاعتدال صيفا، وكذلك شواطئ بحر إيجه، أما شواطئ البحر الأسود فتمتاز بالاعتدال صيفا وبالبرودة شتاء، وبالقرب من هذه الشواطئ نجد في تركيا الكثير من البحيرات، وأكبر هذه البحيرات هي بحيرة «وان» التي تبلغ مساحتها 3764 كيلومترا مربعا.
العاصمة أنقرة... واسطنبول أشهر المدن
حين تهبط بك الطائرة في اسطنبول فلابد أن يأخذك سحرها ويأسرك غموضها، فهي تزدان بمآذنها الذهبية التي تنعكس عليها أشعة الشمس في الغروب فتنعكس صور المساجد الفخمة على مياه البسفور الزرقاء وتكون لوحة رائعة الجمال، على حين يتنامى إلى أذنك صوت المؤذن وهو يدعو للصلاة، وعليك قبل أن تطأ قدماك اسطنبول، إما أن ينتظرك من يجيد التركية والعربية والإنجليزية وإما أن يكون لديك العنوان الذي تقصده مكتوبا باللغة التركية حتى تتمكن من الوصول إليه بواسطة سيارات الأجرة، فالشعب التركي لا يتكلم إلا التركية ويعد ذلك أحد مظاهر الاعتزاز بقوميته.
لاسطنبول موقع استراتيجي مهم جعلها عاصمة للبلاد لما يقرب من 1600 عام، وتأسست قبل 2600 عام، إذ جعلها الامبراطور قسطنطين عاصمة للرومان، ثم أصبحت ولاية، فعاصمة لامبراطورية البيزنطية. وفي العام 1453هـ سقطت اسطنبول تحت مدافع الجيش العثماني بقيادة السلطان محمد الثاني الذي لقب بـ «الفاتح» بعد فتح هذه المدينة العصية.
وتعج المدينة بقوميات مختلفة حتى اليوم بالإضافة إلى زوارها من كل أنحاء العالم؛ للسياحة حينا وللتجارة حينا آخرَ. ومن أهم آثار المدينة قلعة روملي، وجامع السلطان أحمد الأول والمسمى أيضا «الجامع الأزرق»، وهو آية من آيات الفن المعماري بمآذنه الست المناطحة للسحاب والمزينة بالقرميد الأزرق.
وأسواق اسطنبول زاخرة بالمنتجات المتنوعة والصناعة التركية استطاعت التقدم في كل المجالات، وخصوصا المنسوجات والملبوسات الجاهزة، بالإضافة إلى المشغولات اليدوية التي تبيعها السيدات للسائحين، وهناك أيضا صناعة متميزة للمجوهرات المختلفة، وخصوصا اللؤلؤ والذهب، والخزف والمنسوجات الحريرية بجمال ألوانها وتصميماتها الشرقية التي تشاركها فيها صناعة السجاد والأكلمة (ومفردها كليم وهو نوع من السجاد المصنوع يدويا).
أما ليالي اسطنبول فسحرها لا يدانيه إلا سحر القاهرة، كما يقول الكثير من زوار هاتين المدينتين التاريخيتين، فعلى ضفاف البسفور تستطيع أن تسمع أصوات التخت الشرقي وهي تتنامى إلى أذنيك على حين تتناثر الأطعمة الفاخرة المشهور بها المطبخ التركي على موائد الفنادق والكازينوهات المنتشرة على ضفاف اسطنبول.
حكايات عن اسطنبول
هناك خلاف على كلمة «اسطنبول» وهي التي تطلق عليها استانبول، وربما تكون محرفة عن كلمة إسلام بول، أي: مدينة الإسلام، وقيل إن لفظة اسطنبول تعود إلى أصل يوناني وتعني (أنتم في المدينة) التي تتكئ على ثلاثة بحار وقارتين وتضم 12 مليون نسمة، فقد تعودت اسطنبول منذ القدم على أن تجمع بين المتناقضات والأضداد، آسيا وأوروبا غربا وشرقا، وصنعت من كل ذلك امبراطورية قوية.
الحمامات الشرقية
هناك قول يتردد في تركيا ويؤمن به كل من زار الينابيع بها وهي أن السياحة بتركيا من دون المرور على أحد ينابيعها المعدنية والحارة تعد سياحة ناقصة، لذلك فغالبية السياحة التركية تشمل ضمن برامجها زيارة ولو لساعات لأحد حماماتها الطبيعية التي تنتشر بكثرة في أرجائها، فهي موجودة في كل مقاطعة، بل إنها كانت العامل الأساسي في انتعاش صناعة السياحة في تركيا، وقامت حول الحمامات والينابيع فنادق سياحية متنوعة وعدة.
كما تعرف 6 تركيا وتشتهر بحماماتها المدنية التي توجد داخل المدن ويزورها السياح لعمل تنظيف جلدي واسترخاء عضلي يعطي متعة جسدية واسترخاء نفسيا، وهذه الحمامات تنتشر في المدن التركية الكبيرة والصغيرة.
خصائص طبيعية
لكل من هذه الحمامات مميزات خاصة وخصائص طبيعية، فينابيع كنقال السمكية التي توجد في جنوب مدينة كنقال في مقاطعة سيفاي بوسط تركيا فريدة من نوعها ولا يوجد لها مثيل في العالم، فدرجة حرارة الماء من الينابيع ثابتة على 26 درجة مئوية، وتحتوي على الكثير من الأملاح والمعادن البايكربونات والكالسيوم والماغنسيوم، وفي هذه الينابيع تعيش أسماك صغيرة لا يزيد طول الواحدة منها على 10 سنتيمتر، ولهذه الأسماك فائدة كبيرة لمن يشكو من الأمراض الجلدية، وخصوصا مرض الصدفية، فهي تتغذى على ما تجده عالقا بجلد الإنسان، وتصل بصغرها وصغر أسنانها إلى الأجزاء الدقيقة من الزوائد الداخلة في طبقات الجلد.
ينابيع بورصة الاستشفائية
مدينة بورصة خامس أكبر مدن تركيا المنبسطة فوق السفوح الخضراء لجبل أولوداغ، وهي من المدن السياحية المشهورة، إذ تقع إلى الجنوب من بحر مرمرة وتتميز بحماماتها الساخنة التي يؤمها الباحثون عن العلاج الطبيعي لأمراض الروماتيزم والاستجمام لفترة النقاهة التي يحتاج إليها بعض المرضى.
وخصائص هذه الينابيع أن درجة حرارتها ثابتة بين 40 و58 درجة مئوية، وهي غنية بالأملاح المعدنية، وتبلغ المعادن في اللتر الواحد 1.16 ملّي غرام، ووصفها الشاعر الفرنسي هنري رينيه بأنها «مدينة ربانية»، وبحسب الشاعر الشعبي التركي قرجه أوغلان فإن بورصة هي «باب الأمنية بورودها وزنابقها»، وتحتضن بورصة في ثناياها الطبيعة التاريخية والخضرة والجمال المعماري في تناغم وتآلف؛ ما أدى بمنظمة «اليونسكو» إلى اختيارها أفضل مدينة في أوروبا تصون بيئتها بامتياز.
وتجسد ساحة كوزا في مركز المدينة أروعَ مثال لهذا التكامل الجمالي، فالساحة بالمساجد المحيطة بها وأشجارها التاريخية الرشيقة وبيوتها القديمة المعمرة وخانها المسمى باسمها ومقاهيها الشعبية وأسواقها المسقفة ونوافيرها تقدم توليفة هندسية تسلب الألباب، وهي إلى جانب كونها مدينة صناعية تمتاز بحمامات المياه المعدنية ومناشفها ومنسوجاتها الحريرية، وتطورت فيها خصوصا صناعة المحركات والنسيج.
وفي جنوب المدينة المكتظة بالآثار الباقية من العهد العثماني، يوجد منتزه الوداغ الوطني الذي يقدم كل الإمكانات الحديثة للرياضة الشتوية.
أما بحيرة أزنيك الكائنة في شمال شرقي بورصا، فهي رائعة الجمال، إذ تحيط بالبحيرة غابات وبساتين الكروم، وقد كانت مركزا استيطانيا مهما أيام الرومانيين والبيزنطيين، وحافظت على ميزتها هذه في العهد العثماني أيضا، ومنها خرجت إلينا روائع المنتجات الخزفية في العالم، وفيها قام الخزافون العثمانيون بصنع أروع ما أنتجت أيديهم، أما منطقة جكيرغه فهي المركز الرئيسي لمدينة بورصة.
العدد 1821 - الجمعة 31 أغسطس 2007م الموافق 17 شعبان 1428هـ
تركيا
تركيا سحر اسيا وجمال تركيا love torkya اتمني ان تكوني في اسيا من قلبي شكررراا
اتمني ان تكون تركيا في اسيا
اتمني ان تكون تركيا في لان هذا فخر للعرب وشكررررراا