العدد 1821 - الجمعة 31 أغسطس 2007م الموافق 17 شعبان 1428هـ

برامج المسابقات ظاهرة تلفزيونية لا يمكن الاستغناء عنها

ملايين وتنافسات... تبدأ بالمغنين وتنتهي بالشعراء

إن لم تكن وفقت للوصول إلى «مليون جورج قرداحي»، في برنامج «من سيربح المليون»، فإن المليون الشعري والأرباح عبر القصائد باتت متوافرة الآن من خلال تشكيلة منوعة من برامج مسابقات الشعر.

إن كنت شاعرا - أو شعرت أنك شاعر - فلا تتردد فـ «شاعر المليون» و «أمير الشعراء» و «شاعر الشعراء» و «شاعر الجمهور»...، لن يبخلوا عليك بتوفير فرصة لشاعريتك، للتنافس بالكلام والأوزان مع شعراء من دول عربية مختلفة.

موضة المسابقات على الفضائيات العربية لم تعد غريبة ولا مستحدثة، بل بتنا معتادين على وجودها على جدول البث اليوم لغالبية المحطات، وشهر رمضان لا تحلو برامجه من دون تشكيلة مبتكرة من المسابقات، على رغم أن غالبية هذه البرامج هي برامج أوروبية أو أميركية، تم شراؤها من قِبل المحطات العربية؛ لتسد عجزها عن ابتكار برامج المسابقات المميزة والمثيرة للجمهور.

بعض برامج المسابقات حازت صيتا واسعا وشعبية كبيرة بين الناس، مثل «من سيربح المليون» و «الفخ» وغيرها من الأسماء... فحصدت عددا كبيرا من المشاهدين المتسائلين عن حلول أسئلتها، والمتلهفين لمعرفة مصير متسابقيها مع غنيمته المالية التي سيحصل عليها من البرنامج.

هذه برامج استقطبت الناس لفترة طويلة، وللصدقية استطاع بعض معديها ومقدميها أن يدمج مع النموذج العربي، وطريقته في التعامل مع هذا النوع من البرامج، فأعطيت طابعا عربيا وإن كان بدرجة نسبية، وخصوصا من جانب طبيعة الأسئلة وارتباطها بمعلومات وحوادثَ محلية، وإن كانت طبيعة هذه البرامج بالأساس لا تركز على هذا الجانب، فالهدف منها التنافس ومحاولة الربح، إلا أن نجاحها وشعبيتها كانا خير دليل على جدوى هذه المحولة لتقريب نموذج المسابقة من الجمهور العربي.

في مقابل هذه التجارب المسابقاتية الناجحة على بعض المحطات، لم تستطع جميع برامج المسابقات على الشاشات العربية بمختلف أنواع المحطات المقدمة، ومختلف أشكال البرامج، أن تتفادى الانتقادات التي توجه إليها بين الحين والآخر، فلم يبقَ أحد يرغب في انتقاد شيء إلا ووجد له ضالة، والقنوات العربية أعطت هذا الجمهور الناقد ما يرغب من الحطب ليوقد نار انتقاداته. آخر صرعة مسابقاتية تبث عبر أقمارنا الصناعية، هي مجموعة من برامج التسابق عبر الشعر، فبعد أن تربع الغناء والفن على عرش المسابقات لفترة، جاء دور الشعراء ليطربوا الناس بقصائدَ وأبياتٍ وعبراتهم المنمقة الموزونة.

هذا النوع من المسابقات الشعرية استقبل بوقع متباين بين الناس والنقاد، فمن جانب اعتبره البعض طريقة رخيصة للتكسب عبر الشعر، وخصوصا أن غالبية البرامج اقتصرت على أسلوب الشعر العربي القديم الموزون المقفى، ونماذجَ أخرى حصرت نفسها بالشعر الشعبي، أو ما يسمى «الشعر النبطي»، على حين وجد الكثيرون من المتابعين أن في هذا النوع من البرامج بادرة أمل، بأن تكون المحطات العربية قد تنبهت إلى أهمية إيجاد نماذج برامج ترفيه مستوحاة من الواقع العربي وأسلوبه، على خلاف الوضع المعتاد أن يجلب البرنامج من خلف الحدود ليوضع مقدم عربي عوضا عن البريطاني أو الأميركي، فيبقى الهدف الأسمى لهذه البرامج هو كسب المال، سواء من قبل المحطة نفسها أو من قبل المتسابق.

فتجربة التسابق عبر الشعر، أو من خلال الرقصات الشعبية كبرنامج «الميدان»، ما هي إلا تجرب بسيطة حتى الآن، شابها الكثير من الشوائب والأخطاء، إلا أن خطوة في مشوار الألف ميل أفضل من البقاء في مكان واحد نتصيد فيه ما تكرم به المحطات الغربية من أسماء برامج.

ولعل المشاهد العربي اليوم، بات محتاجا إلى نموذج جديد من البرامج التي تقترب منه أكثر، بعد أن أتخم بعدد لا يحصى من البرامج، وخصوصا في فترات شهر رمضان، فهل ستحمل لنا برامج شهر رمضان المقبل على الأبواب، جديدا يلقى استحسان المشاهد العربي ويستحق ثنائه؟ هذا ما لن يخفى علينا طويلا فالقادم بات قريبا.

العدد 1821 - الجمعة 31 أغسطس 2007م الموافق 17 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً