طموحات عملاق الصناعة الهندي (تاتا)، الذي يوجد مقره في مومبي بالهند لا تقف عند حدود، ففروعه تنتشر في أكثر من 50 بلدا، وتتوزع أنشطته بين صناعات الصلب والحديد الثقيلة مرورا بصناعة الطاقة والبرمجيات والاتصالات انتهاء بالاستشارات.

ولربما نكتفي بالحديث عن صناعتي الحديد والصلب والطاقة لرسم صورة عن حجم هذا العملاق الصناعي وقدراته.

فعلى صعيد صناعة الحديد والصلب، نجحت شركة «تاتا» في في مطلع هذا العام في معركة السيطرة على الشركة الإنجليزية الهولندية لصناعة الصلب (كوروس). فقد كسبت «تاتا للصلب» الرهان على حساب الشركة البرازيلية «سي.إس.إن». اذ عرضت «تاتا» 6,2 مليارات جنيه استرليني (12,2 مليار دولار). وخاض هذه المعركة رئيس مجموعة تاتا الهندية راتان تاتا، 70 عاما، أمام رئيس شركة « سي.اس.ان» البرازيلية وأكبر المساهمين فيها بنجامين شتاينبروك، 52 عاما.

وتوظف كوروس 47،000 شخص عبر العالم، 24،000 منهم في بريطانيا، ومن شأن هذه الصفقة أن تؤدي إلى نشوء خامس أكبر مجموعة لصناعة الصلب في العالم، وكانت كوروس تاسع شركة لصناعة الصلب في العالم، بحجم إنتاج يفوق 18 مليون طن، وجنت من هذه الصفقة ربحا إجماليا بما يناهز 580 جنيها استرلينيا.

أما «تاتا للصلب»، وهي أحد فروع مجموعة تاتا التي تملك، من بين ما تملك، شركة داي وو للسيارات، فقد صُنفت في المرتبة الـ 56 بلائحة شركات الصلب في العالم، بإنتاج إجمالي يناهز خمسة ملايين وثلاثمئة ألف طن.

وإلى جانب الاستحواذ والتوسع فقد أدت العملية إلى إقصاء شركة الصلب الهندية «تاتا ستيل» منافستها البرازيلية في مزاد شراء شركة الصلب الهولندية ـ البريطانية كوروس العالم. واعتبر رئيس «كوروس» جيم لانغ «أن السعر الذي تم التوصل اليه يمثل الحد الأقصى لعملية دقيقة تولاها مجلس إدارتها لضمان أفضل قيمة ممكنة للمساهمين ومستقبل استراتيجي جيد لكوروس».

أما رئيس مجموعة تاتا، راتان تاتا فقد أكد أن مجموعته كانت «عازمة منذ البداية على مواصلة استراتيجيتها في مجال النمو عبر التوسع الدولي»، ولفت إلى أن عملية المزاد «قدمت قيمة اضافية مهمة لمساهمي كوروس»، لكنه اعتبر أن «تاتا ستيل حصلت، بفضل هذه العملية، على قاعدة مهمة لجني قيمة اضافية لها في الوقت نفسه».

والصفقة هي أكبر عملية استحواذ خارجية في الهند. ومن المتوقع ان تجدد عمليات الاندماج في قطاع الصلب المتشرذم عقب شراء «ميتال ستيل» منافستها «أرسيلور» مقابل 32 مليار دولار العام الماضي، وتقدر الطاقة الانتاجية للكيان الجديد بحوالي 24 مليون طن سنويا.

وتعد شركة «تاتا» للصلب جزءا من مجموعة شركات «تاتا» التى بلغ حجم مبيعاتها خلال العام المالي المنتهي في 31 مارس/ آذار 2005 حوالي 18 مليار دولار أي ما يعادل 2,8 في المئة من إجمالى الناتج المحلي للهند، و كما ذكرنا تعمل مجموعة تاتا، التي تم تأسيسها منذ 138 عاما، في 93 فرعا من فروع الصناعة مثل البرمجيات و الهندسة و الكيماويات.

وتخطط شركة تاتا للصلب، التي تنتج 5 مليون طن متري من الصلب سنويا ويوجد مقرها في جامشيدبور بشرق الهند، إلى زيادة إنتاجها ليصل إلى 30 مليون طن متري خلال العقد القادم و ذلك من خلال بناء مصانع جديدة والاستحواذ على الشركات المنافسة في السوق. وقد قامت الشركة بالتوسع في عملياتها في جنوب شرق آسيا من خلال الاستحواذ على شركة ملينيام للصلب فى تايلند والتي تنتج 1,2 مليون طن من الصلب سنويا، و شركة نات ستيل في سنغافورة و التي تنتج 2 مليون طن سنويا.

وتسعى تاتا إلى الحصول على عون من الحكومة البريطانية لبناء مركز للبحث والتطوير خاص بالمجموعة من أجل تقديم خدماته إلى مجموعة تاتا /كوروس للصلب التى تم دمجها.

أما في مجال صناعة توليد الطاقة ففي الأسبوع الأول من أغسطس/آب 2007 صرح رئيس مجموعة تاتا الهندية راتان نافال تاتا بأن شركة تاتا للطاقة، وهى احدى شركات المجموعة، دخلت في مفاوضات مع مجموعة (أريفا) النووية الفرنسية لشراء معدات نووية.