افتتح فيلم الرسوم المتحركة الطويل «أزور وأسمر» الدورة الرابعة لقافلة السينما العربية الأوروبية التي تنظمها شركة سمات بمركز الإبداع بمدينة الإسكندرية المصرية بدعم من الاتحاد الأوروبي تحت شعار نظرة على الرسوم المتحركة.

وتناقش القافلة ضمن فعالياتها التحديات التي تواجه إنتاج الرسوم المتحركة في العالم العربي من خلال الندوة الرئيسية.

وفيلم الافتتاح من إنتاج فرنسي بلجيكي إسباني إيطالي مشترك وتم عرضه في مهرجان كان 2006 ضمن برنامج أسبوعي المخرجين كما عرض في مهرجان أفلام الأطفال السينمائي في لندن نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وقام بإخراجه المخرج الفرنسي المتخصص في الرسوم المتحركة ميشال أوسلو مخرج فيلم «كيريكو». ويبدو الفيلم بمثابة قصة من قصص ألف ليلة وليلة لكنه ليس موجها للأطفال فقط بل للكبار أيضا إذ يحاول أن يبلغ رسالة نبيلة وسامية مفادها «تحابوا ولا تباغضوا».

وجمع المخرج في الفيلم بين عالمين الغرب من جهة وتحديدا فرنسا والشرق من جهة أخرى وتحديدا المغرب العربي من خلال المتسول الفرنسي «كرابو» الذي استقر في بلاد العرب لكنه يبغض عاداتهم وثقافتهم وأكلهم وحتى كلامهم، ثم العربي «أسمر» الذي يكره معاملة الغرب له ويبغضهم كلهم ثم أمه «جنان»

التي لم تبغض الغرب كله على رغم مما لاقته من سوء معاملة لأنه لا يصح الحكم على مجتمع بأكمله من خلال شخص واحد.

وتعكس العلاقات المعقدة في الفيلم تعقيدات العلاقة بين الغرب والشرق وحاجة الاثنين إلى بعضهما بعضا ونفورهما من بعضهما فى الوقت نفسه وهي علاقة كان من الممكن أن يطغى عليها الحب والانسجام إذا تركت جانبا الأحكام المسبقة التي تتكون عن الآخر من دون معرفته معرفة عميقة.

يذكر أن مخرج الفيلم ميشال أوسلو ولد العام 1943 فى جنوب فرنسا وقضى فترة من طفولته بين سن السادسة والثانية عشرة في غينيا حيث كان والداه يدرسان اللغة الفرنسية وسريعا ما شغف بالرسوم المتحركة فدرس فن الديكور السينمائي في المعهد الفني بكاليفورنيا ثم جرب بمفرده سينما الرسوم المتحركة، مستعملا كل التقنيات المتوافرة في ذلك الوقت فكان مسلسل الرسوم المتحركة «مغامرات جديون» أول إنجاز له في سنة 1976.

وحصل أوسلو على عدة جوائز مثل «البافتا» البريطانية عن فيلمه القصير «ثلاثة مخترعون» العام 1979 ثم جائزة «سيزار» عن فيلمه القصير «أسطورة الأحدب المسكين» العام 1982 ثم عين رئيسا لشركة (الأزيفا) «الشركة العالمية لأفلام الرسوم المتحركة العام 1994 وهو العام نفسه الذي اقترح عليه أحد المنتجين السينمائيين القيام بتجربة الفيلم الطويل. وحقق فيلم أوسلو الطويل الأول «كيريكو والساحرة» العام 1998 نجاحا كبيرا وحصل على 30 جائزة عالمية فصعد به إلى قمة الشهرة ليطلق عليه اسم «والت ديزني فرنسا» وفتح بفضله باب إنتاج أفلام الرسوم المتحركة على مصراعيه لتنافس فرنسا الأفلام الأميركية واليابانية.