«أضع استقالتي بين أيديكم انطلاقا من الإحساس الكامل بالمسئولية السياسية... أقدم استقالتي انطلاقا من الإيمان الراسخ بنظامنا الديمقراطي والمبادئ الدستورية التي أتمسك بها ... هناك أعضاء في السلطة التشريعية بيتوا النوايا مسبقا، كما أنني شعرت بأن البعض يريد أن يستغل الحريق بمستشفى الجهراء ليحرق ديرتنا الغالية». بهذه الكلمات التي سطرتها في نص استقالتها التي قدمتها لرئيس مجلس وزراء الكويت منذ أيام، أنهت وزيرة الصحة الكويتية « السابقة» علاقتها بالحكومة الكويتية وتخليها عن منصب « الوزيرة» الذي حصلت عليه ثلاث مرات متتابعة. كانت تلك الكلمات التي وردت في نص الاستقالة التي نشرتها صحيفة «القبس» الكويتية قوية، عميقة ومؤثرة. اختصرت ببساطة مشاعر وزيرة حاولت كثيرا التمسك بموقعها والخدمة من خلاله، لكن الظروف أجبرتها على الرحيل.

والمبارك سيدة قوية صلبة، لم تتعود الاستسلام والانسحاب بسهولة، ولا بد أن الظروف التي واجهتها من نواب مجلس الأمة الكويتي لم يكن البقاء معها محتملا. وعلى رغم من تفضيل أن تكون السلطة التشريعية قوية وقادرة على الإطاحة بالوزراء في حال ثبت تقصيرهم أو فسادهم، إلا أن ما يجري في الكويت اتخذ منحى آخر متطرفا، حتى وصلت وزيرة إلى الحد الذي وجدت فيه أن حصول « مزايدات وابتزاز سياسي» لا ينفع معه إلا الرحيل. تحملت المبارك مسئولية حريق مستشفى الجهراء كاملة، السياسية والأدبية، لكنها فضلت الاستقالة « حتى لا تحترق الكويت»... تحية احترام لتلك السيدة.