اللي كنا خايفين منه صار! واللي كنا نفكره مجرد شائعات صار حقائق، والشكوك صارت يقين!
من البداية كنا شاكين بوجود طبخة في خليج توبلي، ترى هالسكته والمجاري والدفان أكيد وراها شي... طلع إحساسنا في محله، طبخة من النوع الزين...!
«الوسط» إمعوره راسها وموجعه قلبها، ومن شهرين للحين، توبلي قال توبلي، حتى الناس اتمللوا، لكنهم مساكين ما يعرفون بالطبخة، ولو يعرفون كان عذروا «الوسط»، ترى «الوسط» مو متسببه، والناس قاعدين ينضحك عليهم وهم نايمين.
طلعت فيها خرايط إمبرّزة ومعروضة للبيع، لا فاد مجالس بلدية ولا تصريحات نواب، ولا احتجاجات جمعيات أصدقاء البيئة، ولا زيارات البيئيين ولا الصحافيين، حتى لو الشعب كله زار خليج توبلي... ما راح يفيد، متى كان للشعب قيمة أو رأي في هالبلد؟
لا والخرايط رسمية، علشان لا يطلع الكتّاب اللزجين يقولون هذه مؤامرة خارجية، ويدخلون فيها الموساد و(سي آي أيه) والـ (كي جي بي). خرايط رسمية وعليها اسم الوزارة وشعار مملكة البحرين، وواضح فيها وجود أراضي بحرية معروضة للبيع في الخليج!
بس الصراحة... الخرايط كلش جميلة، تشعر وانت تطالعها كأنك فوق سطح القمر وليس فوق خليج صغير تفوح منه رائحة المجاري! وأحلى ما في الخريطة الألوان والخطوط، عجبتني كلش، سحرتني، كأنك أمام لوحة سيريالية ما بعد مرحلة الحداثة، كلها لمسات فنية رائعة، ولا لوحات سلفادور دالي!
طبعا المناطق الزرقاء فهمناها، كلها أراضي معروضة للبيع، طُب وتخيّر من الأشكال: مربعات ومثلثات ومكعبات ومعيّنات وشبه منحرف وشبه منقعر، لكن أصارحكم المناطق البرتقالية، ما عرفت ويش معناها، لا وتطلع منها خمسة أسهم باللون الأبيض، باتجاه البحر، الله يستر! يمكن تطلع أنفاق تحت الأرض، أو منصات إطلاق صواريخ، بس ليش الأسهم موجهة صوب جزيرة النبيه صالح المسكينة، ترى هاذي الجزيرة الصغنونه صاروخ واحد وتغرق في البحر!
في تاريخ 9/7، قالت «الوسط» ان فيه قطعتين أراضي كبار شرق جسر سترة يريدون بيعها، وبعض البنوك تريد تشتريها القدم بثمانية دينار وتبيعها بعشرين على الفقاره، بس ما صدّقنا، قلنا يمكن تبالغ، بس طلع الكلام صج. ألحين بعد ويش راح تقول وزارة الإسكان؟ إحنه مو وكلاء بيع عقارات، عاد وش هالحجي، يمشي على من؟ لو البلديات تريد تكحلنا بعد؟ يطلعون يضربون على صدرهم: إحنه عندنا مشاريع استثمارية، وراح نستقطب رؤوس أموال أجنبية، ونسوّي مطاعم «فاست فود»، وقاعات سينما وحدائق «غناء» مثل حدائق بابل المعلقة. انتون نظفوا الخليج أول... مو ناقص العمياء إلاّ الكحل!
بس يا جماعة، ألحين عرفنا السالفة، والخوفة مو على خليج توبلي اللي راحت عليه، الخوفة ألحين على «فشت اليارم»، نسيتونه؟ الخوفة من الطبخة الكبيرة هناك. يوم اللي حكّوهم قالوا ما فيه بيع ولا شراء، وحتى نوابنا كحّلوهم مرتين، مرة يوم راووهم من بعيد ورقة يقولون انها خريطة الجارم، ولكن ما ندري شلون طافت عليهم؟ شلون خريطة قديمة تثبت عدم بيع عقار! والمرة الثانية يوم راح كم واحد منهم الجارم في اليخت اللي كلّف ألفين دينار من موازنة البرلمان، ورجعوا يصرحون: ما شفنا إعلان في الجارم عن بيعه!
عموما... الله ويّاكم، ويساعد قلوبكم، وما لكم غير الدعاء بأن يأتي اليوم الذي يصبح فيه لأصواتكم قيمة في بلدكم، وإلاّ فانتظروا المزيد من التكحيل!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1818 - الثلثاء 28 أغسطس 2007م الموافق 14 شعبان 1428هـ