قبل أيام أكد رئيس مجموعة «تاتا» الهندية، وهي واحدة من أكبر المجموعات الاقتصادية في الهند وتضم 90 شركة تعمل في عدد هائل من المجالات الاقتصادية بدءا من الفندقة حتى البرمجيات مرورا بمتاجر التجزئة والسيارات، اهتمامه بحيازة «جغوار» و«لاند روفر»، المملوكتين من قبل شركة «فورد» الأميركية.
تأتي هذه الخطوة من قبل شركة «تاتا» في أعقاب ما أكدت شركة فورد لصناعة السيارات أنها ستوقف العمل في أجزاء من مصنع سيارات جاغوار التابعة لها في منطقة كوفنتري البريطانية، وعزمها على نقل 425 عاملا إلى مصنع كاستل برومويتش، فيما سيبقى 310 عاملين أخرين في مصنع كوفنتري لصنع الحليات الخشبية للسيارات فيما سيتم توفير 400 من العمالة بشكل تطوعي. وقالت شركة «فورد» إنه سيتم دمج نحو 750 وظيفة، غالبيتها وظائف مكتبية، مع «لاند روفر». وأضافت الشركة أن 500 من هذه الوظائف سيتم توفير العاملين بها بشكل تطوعي فيما سيتم إلغاء 250 وظيفة.
وقال المدير التنفيذي ورئيس «جاغوار»، جو غرينويل: «الموقف الحالي للشركة غير مستقر. لدينا التزام قوي تجاه مصنع كوفنتري لكنه يفتقد البنية الأساسية التي تتمتع بها المصانع الأخرى». وكانت تقارير أخرى أشارت إلى أن فورد سجلت خسائر في الربع الثاني بلغت 362 مليون دولار في مجموعتها الرئيسية التي تشمل «جاغوار» و«لاند روفر» و«استون مارتن» و«فولفو». أما شركة تاتا، فقد قال رئيسها راتان تاتا في حديث مع التلفزيون الهندي إنه تراجع عن رفضه الخوض في مفاوضات من أجل صفقة لحيازة العلامتين البريطانيتين الأسطورة. وذكر تاتا أن اهتمامه بجغوار ولاند روفر نابع من رغبته في التوسع عالميا، وعدم التركيز على سوق وحيدة.
ويأتي هذا التوجه للاستحواذ على جغوار ولاند روفر في نطاق سياسة توسع كامل تنوي شركة «تاتا» الهندية تنفيذها خلال الأعوام الخمسة المقبلة. فقد أعلنت «تاتا» أنها تعتزم استثمار 26 مليار دولار داخل الهند وخارجها خلال الفترة من السنوات الثلاث للسنوات الخمس المقبلة.
وستضخ الشركة أكثر من نصف هذه الاستثمارات في صناعة الصلب وسيستخدم جزء منها لمد كيبلين تحت الماء يربطان بين الهند وأوروبا وإقامة شبكة اتصال في آسيا، هذا وقد بلغ إجمالي إيرادات مجموعة «تاتا» العام الماضي 22 مليار دولار.
وحرصت «تاتا» على إبقاء هذه الخطة طي الكتمان، ولم تكشف عنها إلا بعد نجاح الشركة في عقد صفقات استحواذ واستثمار في الخارج خلال الفترة الأخيرة. وتأتي رغبة الاستحواذ هذه أيضا في سياق خطة توسعية في نطاق تطوير شركة تاتا لصناعة السيارات التابعة إلى المجموعة من جهة وتوسيع خطوط إنتاجها من جهة ثانية. فعلى مستوى التوسع الكمي، وفي نطاق صناعة السيارات، هناك ما أعلنته شركه «فيات» الإيطالية عن تعاونها مع شركة «تاتا» الهندية لإنتاج سيارات الشركة الهندية من خلال مصنع «فيات» في الأرجنتين كما أورد موقع الشركة على شبكة الإنترنت وقالت الشركة: إن قيمة التعاون بين الشركتين تقدر بحوالي 80 مليون دولار، وستتركز على إنتاج سيارات صغيرة الحجم ورخيصة السعر بحلول العام 2008 وخصوصا إنتاج سيارة «تاتا بيك أب» وستتم عملية الإنتاج بمصنع مدينة كوردوبا الأرجنتينية. وصرح كل من رئيس الشركة الهندية راتان تاتا والرئيس التنفيذي لمجموعة «أوماتر» باولو مونفرينو بأن السيارات ستباع في كل من أميركا الجنوبية والوسطى وبعض الأسواق الأوروبية المحددة من خلال قنوات «فيات» البيعية.
وفي الاتجاه التوسعي ذاته، تخطط شركة «تاتا» الهندية للسيارات لإقامة مشروع مشترك برأس مال قدره 39 مليون دولار وذلك لتصنيع وتجميع شاحنات خفيفة حمولة طن واحد في تايلند وبطاقة إنتاجية تصل إلى 35 ألف شاحنة سنويا، ويحمل المشروع الجديد اسم «تاتا موتورز تايلند» إذ تمتلك «تاتا» الهندية 70 في المئة من أسهمه فيما تمتلك شركة «تونبوري أوتوموتيف أسمبلي بلانت» التايلندية 30 في المئة المتبقية.
وتعتبر تايلند حاليا هي ثاني أكبر منتج في العالم للشاحنات الخفيفة والعربات متعددة الأغراض، التي يقبل عليها المزارعون والشركات المحلية والتي تمثل حوالي 60 في المئة من إجمالي سوق السيارات في تايلند، كما أنها إحدى الصادرات الرئيسية لها. وسيتم تجميع شاحنات «تاتا» في مصنع «تونبوري أوتوموتيف أسمبلي بلانت» الذي يتولى حاليا تجميع سيارات مرسيدس بنز للسوق المحلية.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1818 - الثلثاء 28 أغسطس 2007م الموافق 14 شعبان 1428هـ