قبل أيام قليلة، وبينما كنا نتابع انطلاقة الدوري الإسباني لكرة القدم، وقع حادث في إحدى المباريات كاد أن يذهب ضحيته لاعب أصابته نوبة قلبية مفاجئة... هذا الحادث أرجعني سنين إلى الوراء وذكرني برواية «الثلجة» السحرية!
سنوات مرت على انخراطي في لعب كرة اليد في أحد الأندية التي كانت تعد من الأندية المتوسطة الدخل. في هذا النادي الذي لم يحقق أي إنجازات تذكر، سطر «أبو خليل» أسطورة «الثلجة» السحرية... نعم، لقد كان أبو خليل سائق الباص الخاص بجميع الفئات العمرية في النادي، وبالإضافة إلى ذلك كان الإداري الذي يسجل اللاعبين، ومساعد المدرب في بعض الأحيان، والمعالج في كل الأحيان!
لن أتحدث عن الراتب الخيالي الذي يتلقاه هذا العامل الكادح، فهو يعمل بنظام الدوام الجزئي من الساعة الثالثة ظهرا حتى الحادية عشرة مساء، وقد يطول الدوام بحسب الالتزامات، ولله الحمد كان يتسلم 80 دينارا!
الربط بين حادث الدوري الإسباني وأبو خليل وما ذكرني به، هو تدخل الطبيب في النادي الإسباني الذي أنقذ اللاعب في ثوان معدودة على رغم أنه كان بين الحياة والموت... ولكن تخيلوا لو أن لاعبا في تلك الفترة ابتلع لسانه أو سقط جراء أزمة قلبية، فماذا سيفعل أبو خليل المسكين؟ هل سيمسح بثلجته السحرية «بوز» اللاعب حين يبتلع لسانه، أم أنه سيدلك بها قلبه لو توقف!
كم كان هذا النادي بخيلا على لاعبيه، ليس لأنه لم يخصص معالجا لفريق كرة اليد، بل كان بخيلا في كل شيء، وهو السبب الرئيس في عدم حصوله على أية بطولة تذكر آنذاك... فعندما كنا في فئة البراعم كان الإداري يعدنا بشنطة فيها أقلام ودفاتر وبثياب للمدرسة، وكنا نحلم في كل ليلة بتلك الشنطة، ونحضر إلى التدريب قبل نصف ساعة أو يزيد، ولكننا وصلنا إلى فئة الشباب ولم نحصل إلا على «شورتات» من النايلون! سلام على رياضتنا إن كان بها إداريون فاشلون كالذين ابتلانا بهم الله.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1818 - الثلثاء 28 أغسطس 2007م الموافق 14 شعبان 1428هـ